[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
FONT FACE="arial" SIZE="4">
شاء حظه العاثر أن تتعطل سيارته قرب هذه القرية وسط الصحراء , حمد الله كثيراً
لكن علامات التعجب لم تزل بادية علي وجهه التعب , والأسئلة تلح عليه ما هذه
القرية العجيبة ؟ وكيف وجدت في هذا المكان الموحش ؟ ولكن الإجابات تعطلت
هي الأخرى وبات في حاجه ماسة لإصلاح سيارته والإجابة عن تساؤلاته .
حمل تعبه وأسئلته ودخل القرية , ولكن حيرته ازدادت جنوناً , فكانت القرية خاوية
علي عروشها , لا يجد سوي ضباب كثيف يلف المكان , تحجب الرؤية عنه , نعيق
البوم يزيد من حالة الغموض , منازل متقنة البناء تدل علي ثراء فاحش ,رائحة الموت
تزكم الأنوف, الفئران تجري هنا وهناك تعبث بحرية كأنها أصحاب الدار !! .
أخذ يجوب القرية وتناسي تعبه وإرهاقه , الحوانيت كلها مفتوحة علي مصراعيها , كان
في أمس الحاجة ليروي ظمأه , تسلل إلي إحداها وأخذ كل ما يحتاجه بسهولة , بدء
يضحك بصوت عال عله يلفت الأنظار إليه , تحول ضحكه رويداً رويداً إلي
صراخ , لكن دون جدوى .
بدء في الجري بسرعة كبيرة يحاول الخروج من هذه القرية , ولكن ضاعت
كل المعالم ,اختفت المنازل والحوانيت , وتحولت إلي أشباه بشر ينظرون إليه
نظرات لا معني لها , خلت من معاني الحياة , حتى هو لم يعد قادراً علي
الصراخ , كأنما ابتلع لسانه , ضاعت منه مفردات الكلام وكأنما عاد طفلاً صغيراً .
شعر بأنه يعرفهم وهم يعرفونه جيداً – هكذا خيل له من نظرات الشفقة التي يرمقونه بها –
أيعقل أن يكون قابلهم في حياة أخري !! وما سر هذا التعاطف الصامت ؟ لماذا لا يمد
أحدهم له بيد العون ؟
بدء يحبو ببطء شديد عندما تراءي له وميض من نور , تهللت أساريره , لكن سرعان
ما اختفت تحت وابل من الإحباط واليأس , كانت مقابر !! .
ويا لـ شدة الصدمة وجد اسمه مكتوباً علي شاهد إحداها , ومدون عليه تاريخ الوفاة .. اليوم!!
انفتح القبر وابتلعته الرمال وهو يقاوم بشدة والجاذبية الأرضية لا تأبه لتلك
المقاومة . تجمع أهل القرية حول قبره يرمقونه بنظراتهم الصامتة , ينثرون الورود
ويتمتمون بكلمات الرثاء بدء اليأس يدب في أوصاله , وكأنه ارتضي بالأمر الواقع
وبدء ينطق الشهادتين , ولكن طفلة صغيرة اندفعت من بين الجموع واقتربت منه
وعلي فمها الصغير ابتسامة , حار كثيراً في تفسير معناها , لكنه أغمض عينيه
وأخيراً
شعر ببعض الراحة .
FONT FACE="arial" SIZE="4">
شاء حظه العاثر أن تتعطل سيارته قرب هذه القرية وسط الصحراء , حمد الله كثيراً
لكن علامات التعجب لم تزل بادية علي وجهه التعب , والأسئلة تلح عليه ما هذه
القرية العجيبة ؟ وكيف وجدت في هذا المكان الموحش ؟ ولكن الإجابات تعطلت
هي الأخرى وبات في حاجه ماسة لإصلاح سيارته والإجابة عن تساؤلاته .
حمل تعبه وأسئلته ودخل القرية , ولكن حيرته ازدادت جنوناً , فكانت القرية خاوية
علي عروشها , لا يجد سوي ضباب كثيف يلف المكان , تحجب الرؤية عنه , نعيق
البوم يزيد من حالة الغموض , منازل متقنة البناء تدل علي ثراء فاحش ,رائحة الموت
تزكم الأنوف, الفئران تجري هنا وهناك تعبث بحرية كأنها أصحاب الدار !! .
أخذ يجوب القرية وتناسي تعبه وإرهاقه , الحوانيت كلها مفتوحة علي مصراعيها , كان
في أمس الحاجة ليروي ظمأه , تسلل إلي إحداها وأخذ كل ما يحتاجه بسهولة , بدء
يضحك بصوت عال عله يلفت الأنظار إليه , تحول ضحكه رويداً رويداً إلي
صراخ , لكن دون جدوى .
بدء في الجري بسرعة كبيرة يحاول الخروج من هذه القرية , ولكن ضاعت
كل المعالم ,اختفت المنازل والحوانيت , وتحولت إلي أشباه بشر ينظرون إليه
نظرات لا معني لها , خلت من معاني الحياة , حتى هو لم يعد قادراً علي
الصراخ , كأنما ابتلع لسانه , ضاعت منه مفردات الكلام وكأنما عاد طفلاً صغيراً .
شعر بأنه يعرفهم وهم يعرفونه جيداً – هكذا خيل له من نظرات الشفقة التي يرمقونه بها –
أيعقل أن يكون قابلهم في حياة أخري !! وما سر هذا التعاطف الصامت ؟ لماذا لا يمد
أحدهم له بيد العون ؟
بدء يحبو ببطء شديد عندما تراءي له وميض من نور , تهللت أساريره , لكن سرعان
ما اختفت تحت وابل من الإحباط واليأس , كانت مقابر !! .
ويا لـ شدة الصدمة وجد اسمه مكتوباً علي شاهد إحداها , ومدون عليه تاريخ الوفاة .. اليوم!!
انفتح القبر وابتلعته الرمال وهو يقاوم بشدة والجاذبية الأرضية لا تأبه لتلك
المقاومة . تجمع أهل القرية حول قبره يرمقونه بنظراتهم الصامتة , ينثرون الورود
ويتمتمون بكلمات الرثاء بدء اليأس يدب في أوصاله , وكأنه ارتضي بالأمر الواقع
وبدء ينطق الشهادتين , ولكن طفلة صغيرة اندفعت من بين الجموع واقتربت منه
وعلي فمها الصغير ابتسامة , حار كثيراً في تفسير معناها , لكنه أغمض عينيه
وأخيراً
شعر ببعض الراحة .