فى بداية قصتى اخواتى الافاضل احب ان اتوجة بالشكر لصاحب فكرة ( قصص من الحياة ) اخى الفاضل محمد عبدة
وها انا اليوم اسرد قصة من الواقع رغم غرابتها , بعد ان أستأذنت صاحبتها لأروى لكم ما حدث معها ولكننى وجدتها تشعر بالخجل و الأسى والحزن وكأن ما حدث لها يقلل من شأنها ولكننى أجبت عليها قائلة من يملك سيدتى الفاضلة اقداره ,
ووافقة السيدة بعد ان استحلفتنى الا اذكر الاسماء الحقيقية بالقصة.
( مستشفى الزهيرى )
ملئ نور الصباح أرجاء مستشفى الزهيرى , وهى أحدى مستشفيات الولادة الشهيرة بمنطقة المنيل, ليملئ كل أركانهاالحركة والنشاط , وتتجه الممرضة وداد الى قسم الاطفال حيث عملها , لترى بالغرفة طفلا جميلا فتقترب منه لتقراء بياناته , وكعادة البسطاء اللذين يعتقدون فى التفأول والتشأوم وما الى ذلك من معتقدات راسخة بثقافتهم , تنظر وداد الى الطفل وتقول ( شوفنا وش جديد يرزقنا برزق جديد )وقد شاهدتها زميلتها ليلى فأطمئنت لوجودها حتى يتثنى لها الانصراف , حيث كانوا يتبادلان النبتجية بالعمل .
ليلى :- فعلا طفل جميل يا وداد , انت عارفة دة احمد ابن الدكتور رضا(أطفال)
وداد:- النهاردة الاربعاء والدكتور رضا بيكون موجود طبيعى بس أكيد علشان المولود الجميل ده كان موجود أمبارح كمان.
ليلى :-موجود مين بس ده مجاش اصلا واعتزر كمان عن النهاردة.
وداد:-يمكن مسافر , محدش عارف الظروف.
ليلى :- يا ريت يا وداد ( بجد اللى يعيش ياما يشوف )
وداد:- قصدك أية يا ليلى شكلك عارف حاجة؟
ليلى :- بصى يا ستى
انت عرفانى لما فضولى بيقتلنى , والموضوع دة انا جمعت خيوطة من مجدى استقبال على الحاج اسماعيا أدارة , على شوية كلام سمعتهم وانا داخلة أوضة مى مرات الدكتور رضا وطبعا أختك لضمت كل الخيوط دى وطلعت بالخلاصة , يعنى من الأخر هحكيلك الموضوع على الجاهز من غير ما تتعبى نفسك , مع أنك هتأخرينى شوية .
وداد:- تسلمى بقى ياله احكى
ليلى :- بصى يا ستى أمبارح جت مى وهى على سنجة عشرة وكمان مكياجها كان تحفة بس الدكتورة عايدة أتاخرت عليها شويتين, وجت لها الساعة اربعة .
المهم
صاحبتك أستغربت ان الدكتور رضا مكنش موجود لا فى قوضة العمليات ولا المستشفى كلها, ومش انا بس اللى أستغربت لا والدكتورة عايدة والدكتورة ماجدة (تخدير)
وبعد العملية والافاقة انا كالعادة اخدت المولود علشان امة تشوفة وبعد ما خرجت من الاوضة افتكرت انى نسيت غياراتة فرجعت تانى اجيبها وقبل ما ادخل سمعت صوت مى وهى بتكلم ابوهاوبتقولة
( ارجوك مشينى من هنا انا مش عايزة فضائح )
وطبعا سكتوا اول مانا دخلت
وطبعا يا وداد يا اختى مكنتش فهمة حاجة لكن كان احساسى بيقول ان الدكتور رضا زعلان مع مراته.
وعنها وقولت أسال مجدى (استقبال ) يمكن يكون عنده خبر
بس لقيته بيقول لى ان الادارة كلمت الدكتورة عايدة علشان تكتب
خروج لمى بكرة , علشان خايفين يحصل مشاكل بالمستشفى.
وداد:-تخرج تانى يوم ازاى دى ولادتها قيصرى , وبعدين اى ست بتولد عندنا بتقعد ثلاثة ايام!
ليلى :- هتقولى اية بقى
المهم , أخدت كلام مجدى ( استقبال) وروحت للحاج أسماعيل
( أدارة )وعنها وعرفت لك الموضوع كله.
( بصى يا ستى)
الدكتور رضا زعلان مع مى مراتة , وهى سابت له البيت وراحت عند اهلها من شهر ولما الدكتورة عايدة حددت لها ميعاد ولادتها فطبعا مى فكرت تولد فى المستشفى هنا علشان هيبقى له اكيد تخفيض فيها, فميتكلمش .
وطبعاانت عارفة الدكتور رضا وبخلة .
ويوم الولادة يا ستى أختها كلمته وقالت له ان مى دخلت أوضة العمليات,
وداو :- يعنى عارف ومجاش معقول , يعنى مخبوش عليه!
ليلى:- اللى حصل يا ست وداد أن صاحبك أول ما عرف الخبر من أختها راح رافع سماعة التليفون وكلم الدكتورة عايدة وأدارة المستشفى وقال لهم ( دى جت من ورايا اوعوا يمشوا من غير ما تحسبوهم انا ماليش دعوة مش هدفع الحساب)
وداد :-لالالا انت بتتكلمى بجد .....معقول ؟
ليلى:-وطبعا أدارة المستشفى راحت مكلمة والد مى بعد ما خرجت من العمليات على طول وقالوا له انهم عايزين الحساب , حكوا له على اللى قاله جوز بنته.
وداد :- يادى الفضايح ....... وبعدين
ليلى:- طبعا ابو مى نزل للدكتور محمد زهيرى ودفع تكاليف الولادة وهو بيضرب كف على كف , وقال للدكتو بالحرف الواحد
( والله يا دكتور انا كنت مستغرب وانا واخد بنتى علشان تولد لما لقتها عملة حسابها على انها تدفع فلوس ولادتها .....وقولت لها يا بنتى انت اتجننتى ..... مهما كان جوزك بخيل دة ابنه عارفة يعنى اية ابنه )
وطبعا الأب كان قاصد يحكى الحكاية دى للدكتور محمد علشان يفضح جوز بنته قدامة بعد ما حس ان بنته اتبهدلت فى المستشفى .
وبصراحة يا وداد كتير من الممرضات كانوا بيدخلوا الاوضة عند مى
لاى سبب وهمى علشان يشوفوا مين اللى المستشفى كلها بتتكلم عنها.
وداد:- يا ساتر يا رب ....أحنا عارفين ان الدكتور رضا بخيا بس معقول يوصل للدرجة دى .....معقول يفضح نفسة وسط زمائلة علشان الفلوس .......... ده بقى سيرته على لسان حتى العمال ...بجد دة مش طبيعى .
ليلى :- يا خبر دة احنا الكلام اخدنا ونسيت ادخلهم الولد علشان خلاص مى هترجع بيتها .
وداد :- لا يا جميلة انا اخرتك معايا ... روحى انت وانا هدخل لهم الولد واهو بالمرة اشوف انا كمان صاحبة الحكاية ههههه هى يعنى جت علية .
وبس
ويأتى هنا أعزائى السؤال
هل للبخل درجات ؟وهل البخيل لا يملك من الذكاء ما يجعلة يخفى عيوبه ؟ وهل بسهولة يضحى بسمعته وكرامتة ولا يهتم بصورته امام زملائه من اجل المال ؟ وما شعور الزوجة التى ارهقت نفسها ماديامنذو بداية زواجها فكانت متكفلة بكل مصاريفها الشخصية حتى مصاريف اكلها واكل ابنتها واليوم جاء الوقت لتتكفل ايضا بدفع مصاريف ولادتها ؟ وما احساسها هل كان مزيج من الالم النفسى والجسمانى ؟ هل شعرت بالاهانة وخاصتا ان لديها قدرا عالى من عزة النفس والكرامه ؟
فى الواقع لا املك سوى ان اقول لها (امسحى دموعك حبيبتى فان ربك يمهل ولا يهمل