ويعود المطر وبعض الرياح التي كانت تحرك افرع الاشجارو تتساقط
الاوراق ومع اصوات الطيور تقترب الاميرة من شرفتها المطلة علي
حديقة واسعة بها من الطيور ما يسر العين , وتقف الاميرة وتنظر
في سعادة الي المطر وتسابق الطيور للاحتماء بشرفتها من كثر
المطر ’ وتبتسم الاميرة وتقرر ان تنزل الي حديقتها للاستمتاع
بهذا الجو الجميل فقد كانت الاميرة دائما ما تحب هذا الجو
ودائما ما كانت تحلم بامير يخطفها علي جوادة الابيض ويرقد مسرعا
وسط هذة هذة الاشجار وشعرها ينساب علي ظهرها وهي تلف يديها حول
خصرة وكأنها تحتمي بة من كل شي في هذة الحياة .
وعندما قررت النزول الي حديقتها وهي مبتسمة ومازال الحلم
الوردي يراودها ويداعب خيالها ’ وعندما اقتربت من باب غرفتها
وهمت بفتحة واذا بوالدها يدخل عليها غرفتها وعلامات السرور علي
وجهة وتستقبلة الاميرة بقبلة علي يدة وابتسامةلاب حنون واذا بة
يقول لها اسعدي يا ابنتي لقد تقدم لخطبتك اليوم الامير شاة
ولي عهد الامارة المجاورة لنا وقد رحبت بة جدا ووعدتة ان يكون
الزفاف قريبا .
ولم تتكلم الاميرة باي كلمة ولكن كانت تبدو عليها علامات
الاستغراب فأنها لا تعرفة ولم تقابلة من قبل , فقط سمعت اسمة
عددة مرات عندما كان والدها يتحدث عن شؤن البلاد .
ويخرج الاب بعد ان اخبر ابنتة بهذا الخبر ولم ينتظر حتي
ان تجيبة ابنتة بالقبول او الرفض , رجعت الاميرة الي الوراء
وجلست علي الارض مفترشة ثوبها الطويل واسندت راسها الي سريرها
ةاغمضت عينيها حتي تساقطت الدموع علي خديها’ وبعد لحظات تدخل
وصيفتها وما ان رائتها والدموع تنهال علي خديها وبلهفة تسألها
عن صحة الخبر ’ فقالت الاميرة انها لن تستطيع ان تتزوج بهذة
الطريقة , وبعد لحظات صمت قالت كنت اتمناة ان يكون زوجي من
اختياري انا كنت اتمناة ان يدق لة قلبي ان احس بة من اول نظرة
واستمرت بالكلام الي وصيفتها كثيرا ما كنت احلم بة وارسم لة
صورة في خيالي ’ ابدا لم يكن الامير شاة هو حلمي ابدا ابدا لم
يكن ولم يكون .
وقامت مسرعة الي حديقة القصر تتجول في هذا الجو المحبب
لها وهنا نظرت الي طير ووليفتة وهما يتبادلا الغرام وعندما طار
الوليف خارج القصر طارت ايضا الوليفة وتابعتة الي خارج القصر
وهنا لاحت للاميرة فكرة غريبة وتلفتت يمينا ويسارا فلم يكن يوجد
غير امن القصر وتقدمت الاميرة وخرجت رويدا رويدا حتي اصبحت
خارجا وساقتها قدميها الي غابة بعيدة عن القصر فقد قررت الاميرة
الهروب الي اين لا تدري واصبحت الاميرة بعيدة جداووسط هذة
الغابة لم تشعر الاميرة الا بسقوطها في بئرا قديم وعميق ولحسن
حظها كان البئر رطب من كثرة ماء المطر فلم تتأذي جسديا الا
انها اصبحت حبيسة هذا البئر واخذت تصرخ وتصرخ بصوت عالي ولا
احد يستجيب حتي اغمي عليها وسقطت علي الارض .
ولم تدري الاميرة كم من الوقت مر عليها وعندما استيقظت
وجدت نفسها في كوخ خشبي تحيطة الاشجار من كل جانب حتي انها
لم تستطيع ان تميزة في وسط هذة الغابة ونظرت حولها واذا
بشخص يجلس القرفصاء ولا يتحرك فاذاحت الغطاء الذي كان يلف
جسدها حماية من البرد وهمست بصوت خافض من انت من انت هل لي
ان اري وجهك نعم نعم انت الذي انقذني , لك مني جزيل الشكر
وعندما اعود الي منزلي سوف يجازيك والدي خير الجزاء .
ومع صوتها الرقيق ينظر اليها هذا الرجل من وراء غطاء
راسة فلم يكن يريد ان تري وجة ابدا واخذا يهز راسة لها
بالايجاب . ولكنها ابت ان تخرج من الكوخ قبل ان تعرف من هو
هذا الرجل الذي انقذها وتقربت منة ببطء لعلمها انة لو كان
يريد ايذائها ما كان اتقذها وجفف ملابسها وقام بالاعتناء بها
وتقربت اكثر واكثر وهو يحاول ان يخفي وجة عنها ولكنها اصرت
واخذت تترجي فية حتي يكشف عن وجة , فقال لها بصوت حزين لا
يا سيدتي انا لا اريدك ان تري وجهي فأنة لن يسرك ابدا فقالت
بصوت اكثر تحديا لماذا تقول ذلك ومهما كان الامر ومهما كان
شكلك فأنا لابد ان انظر الي عيناك وان اشكرك فلولاك ما بقيت
علي قيد الحياة, وهنا يقول لها اذهبي فأنا لا اريد منك اي
جزاء ولا شكر . وبكل رقة اقتربت منة وعندما وضعت يديها علي
كاتفيةاهتز الرجل وكأنها لمست قلبة وقالت لة ايها الرجل
مهما كان قبح وجهك فأنت تملك قلب كبير وانا لن ابرح مكاني
حتي اشكرك علي معروفك , انظر الي ولا تخف فأنا لن اري سوا
قلبك وليس وجهك , وعندما تحول الرجل وادار نفسة اليها نظرت
الية فرئت وجة قبيح ودميم جدا ولكنها تمالكت نفسها وقالت لة
اذا هذا ما كنت تخفية عني واقتربت منة قليلا وقالت لة ان الله
سبحانة وتعالي ينظر الي قلوبنا لا الي وجوهنا .
واقتربت منة ووضعت قبلة علي جبينة وهنا حدث ما لم يكن
في الحسبان فقد تغير الحال وارتعش الرجل بشدة من هذة القبلة
وسقط علي الارض لا يتحرك وفزعت الاميرة وتخيلت ان الرجل قد
اصابة مكروة, وتقدمت وامسكت بة حتي ينهض ولكنها رئت رجلا
وسيما جدا تظهر علية علامات العز وتخيلت انها تحلم فامنذ
دقائق كان قبيحا جدا والان امامي شاب وسيما وفي كامل رجولتة
وافاق الرجل واخذا يتلمس وجة مرات ومرات وابتسم لها وامسك
يدها وطبع قبلة عليها وقال كنت انتظرك منذ زمن بعيد وازهلت
هذة الكلمات الاميرة وهي لا تصدق نفسها ماذا حدث وكيف تغيرت
بهذة السرعة , واخذ الرجل يقول لها سوف احكي لكي قصتي فأنا
الامير نور الدين وكان لي جاة وعز وسلطان ولكن سحر لي احد
الامراء سحر قديم يجعلني ابدو في منظر القبيج حتي لا تتقرب مني
اي فتاة , وكان لفك السحر ان تقبلني فتاة ولا تشمئز من قبح
وجهي , ظنا منهم انة لا توجد فتاة تقدم علي ذلك فتركت قصر
والدي وهربت الي هذة الغابة حتي لا يراني اي احد ولم اكن
اتوقع ان تكون عودتي للحياة علي يدك ياسيدتي .
واستمر الامير نور الدين يتكلم ويتخيل فرحة والدة وكيف
سوف يعاقب ابن عمة الامير شاة علي فعلتة هذة فقد كان الامير
شاة هو وراء هذا السحر , وهنا تتكلم الاميرة بلهفة شديدة
هل قلت الامير شاة الامير شاة نعم ياسيدتي قلت ذلك انة الامير
شاة ابن عمي هو وراء كل هذا حتي يفوز بقلب الاميرة سارة التي
كان والدي ينوي ان يخطبها لي مع اني لم ارها من قبل ولكني
كنت اسمع عن سحر جمالها ورقة مشاعرها وقفذت الاميرة من مكانها
وهي تصيح انا الاميرة سارة انا الاميرة سارة وهنا بكي الامير
نور الدين من حكمة القدر ان يعود الي الحياة علي يد محبوبتة
الذي احبها دون ان يراها .
وقامت الاميرة سارة وامسكت بيدة لكي تعود الي والدها
لكي نروي لة حكاية القبلة المسحورة .
****************************
بقلمي
5 / 5 / 2010
اتمناة ان تنول رضاكم
[/center