عناية ربانية خاصة، وأنوار سماوية اجتذبت قلب فتاة يهودية، لقد شاءت لها الأقدار أن تخرج من ظلمات الضلال والغفلة إلى نور الإسلام والحق الأبلج.
فتاة مكسيكية عمرها '28' عامًا نشأت في أسرة يهودية وفي مجتمع يهودي .. ترى كيف كانت لحظة التحول والاختيار؟ وما هي قصة إسلامها بل ولادتها الحقيقية؟
البحث عن الحقيقة
تروي قصتها بنفسها فتقول:
قبل أربع سنوات لم يكن لحياتي أي معنى وكان لدي الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات ولم أجد في كتب اليهود والنصارى ما يشفي غليلي ويملأ فكري وقلبي وخاصة فيما يتعلق بعلاقة الإنسان المباشرة بالله عز وجل.
البداية في لندن
وتواصل حديثها قائلة:
عندما كنت في لندن أتابع دراستي الجامعية تعرفت على عائلة عربية مسلمة ثم توثقت صلتي بها وقد لفت انتباهي الهدوء والاستقرار الذي تنعم به الأم وعندما سألتها عن السر قالت:
إن الإسلام قد كفل حقوق المرأة ورفع من شأنها ومن مكانتها لدى زوجها وأسرتها، كما وضع للزوجين منهجًا يسيران عليه في بتربية أبنائهما. لقد كانت هذه الكلمة بداية الشرارة التي أثرت في عقلي وقلبي وزادتني إصرارًا للبحث عن الحقيقة.
دخولي إلى المسجد
وتسترجع فاطمة ذاكرتها فتقول: خرجت في يوم من الأيام إلى أحد منتزهات لندن الكبرى .. وفي طريقي إلى هناك مررت أمام أحد المساجد الكبيرة فدخلت ووجدت هناك شيخًا بلحية بيضاء طويلة.. رحب بي جدًا وطلب مني بكل أدب أن أرتدي الحجاب احترامًا للمسجد فلم أجد أي مانع نفسي ثم دخلت مع الشيخ وجلس معي وأهداني نسخة من القرآن الكريم .. وكتبًا باللغة الإنكليزية .. التي تشرح مفاهيم الإسلام، خرجت من المسجد والفرحة والطمأنينة تملأ قلبي ثم بدأت أقرأ الكتب على فترات متباعدة .. وبدأت أحضر الندوات التي تعقد أسبوعيًا داخل المسجد والتي ساعدتني في فهم المعاني السامية للإسلام وأنه يضع منهجًا للإنسان المسلم ليسير عليه طوال حياته وحتى بعد مماته، وما شد انتباهي في الإسلام هو إيمان الفرد المسلم بجميع الأنبياء والرسل من أول نبي وهو آدم عليه السلام وحتى عيسى عليه السلام، وجذبتني أيضًا تلك العلاقة المباشرة بين المسلم وربه دون وسيط، فظللت في صراع نفسي لمدة سنتين بين حبي ورغبتي القوية في اعتناق الإسلام وخوفي من عائلتي وعدم تقبلها لإشهار إسلامي.
ولكنني فجأة وخلال تواجدي في المحاضرة داخل المسجد وقفت أمام الإمام وأعلنت رغبتي في اعتناق الإسلام وارتداء الحجاب، فكانت فرحته كبيرة وفرحتي أنا أكبر لأنني أصبحت الآن مسلمة وأرتدي الحجاب.
عائلتي بعد إسلامي
وتكمل فاطمة حديثها:
بقيت في لندن فترة ليست بطويلة بعد اعتناقي الإسلام وارتداء الحجاب والحمد لله لم أواجه أية صعوبة في التكيف مع المجتمع هناك وخصوصًا أنني كنت لا زلت أدرس في الجامعة وبعد فترة من الزمن .. عدت إلى المكسيك لأعيش مع أسرتي حيث لاحظ والدي التغيير الذي طرأ على تصرفاتي وسلوكي والمنديل الذي أضعه دائمًا على رأسي إلى أن دخل علي والدي فجأة ووجدني أصلي فكانت الصدمة.. لم يتقبل فكرة إسلامي أبدًا .. ولم يمنحني حتى فرصة أن أبين أسباب اعتناقي للإسلام .. صدمت أمي وفوجئ أخي وابتعد عني كل أصدقائي وأقاربي .. فالمجتمع اليهودي مجتمع متماسك ومترابط لا يتقبل أية تغيرات في داخله، وقرر أبي طردي من المنزل ولم تستطع أمي أن تمنعه بل سكتت ولم تعلق وامتنع عن محادثتي سنة كاملة أما أخي فلم يكن مقتنع بإسلامي ولم يقتنع بشكلي في الحجاب، لم أغضب من أسرتي فمن صفات المسلم الصبر على والديه وبرهما فخرجت من البيت وعشت وحدي وبقيت على اتصال بأسرتي أطمئن عليهم وأحاول التقرب منهم مرة أخرى.
اندماجي في المجتمع
وتقول فاطمة: لم أجد أية صعوبة في تقبل المجتمع المكسيكي لإسلامي لكن العديد من الأصدقاء والمعارف كانوا يعتقدون أنني أصبت بمرض السرطان لذلك أرتدي الحجاب لأغطي شعري المتساقط .. أو أنني رزقت بطفل حديثًا فلذلك أغطي رأس خوفًا من البرد فكنت أستغل هذه الفرصة وأشرح معاني الإسلام السامية فأجد نفسي محاطة بالأخوات اللاتي يرغبن في اعتناق الإسلام والحمد لله استطعت أن أؤثر على العديد من صديقاتي المقربات فدخلن إلى الإسلام.
وسوسة الشيطان
وكأي إنسان...حاول الشيطان أن يتسلل إلى قلبي وعقلي أكثر من مرة ليثنيني عن إسلامي .. فالمكسيك بلاد حارة وارتداء الحجاب فيه شيء صعب لارتفاع درجة الحرارة فكان الشيطان يدخل لي من باب أنني إن خلعته بسبب حرارة الجو، فلن يحدث شيء ولا يوجد رقيب علي لكنني كنت أستعيذ بالله من الشيطان وأقرأ المعوذات وأستغفر الله كثيرًا.
الحلم الذي غير أخي
وبعد فترة من الوقت...تفاجأت بأخي يسألني هل لديك صورة لنبيكم محمد؟
فأجبته بلا، فقال لي: أعتقد أن نبيكم محمد قد جاءني في المنام وقال لي إننا لا نجبر أحدًا في الدخول إلى الإسلام .. وبعد هذا الحلم لمست تغييرًا في تعامل أخي معي فأصبح أكثر تقبلاً لشكلي بالحجاب وأصبح يكلمني بشكل مستمر ويزروني دائمًا.
الشكر لله
وتختم فاطمة حديثها قائلة: أحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام الذي شرح قلبي وعقلي وملأ جوارحي بالهداية والحب، وأنا أحمد الله سبحانه وتعالى لأنه اختارني لأخرج من الظلام إلى النور. فالإسلام دين سلام وحب وتكاتف وتسامح ويحترم جميع الديانات السماوية تعلمت منه الثقة بالنفس والاعتزاز بالشخصية وأنه سبحانه وتعالى قريب يجيب الدعاء.
ولدي :عدد 64 ـ محرم 1424هـ
فتاة مكسيكية عمرها '28' عامًا نشأت في أسرة يهودية وفي مجتمع يهودي .. ترى كيف كانت لحظة التحول والاختيار؟ وما هي قصة إسلامها بل ولادتها الحقيقية؟
البحث عن الحقيقة
تروي قصتها بنفسها فتقول:
قبل أربع سنوات لم يكن لحياتي أي معنى وكان لدي الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات ولم أجد في كتب اليهود والنصارى ما يشفي غليلي ويملأ فكري وقلبي وخاصة فيما يتعلق بعلاقة الإنسان المباشرة بالله عز وجل.
البداية في لندن
وتواصل حديثها قائلة:
عندما كنت في لندن أتابع دراستي الجامعية تعرفت على عائلة عربية مسلمة ثم توثقت صلتي بها وقد لفت انتباهي الهدوء والاستقرار الذي تنعم به الأم وعندما سألتها عن السر قالت:
إن الإسلام قد كفل حقوق المرأة ورفع من شأنها ومن مكانتها لدى زوجها وأسرتها، كما وضع للزوجين منهجًا يسيران عليه في بتربية أبنائهما. لقد كانت هذه الكلمة بداية الشرارة التي أثرت في عقلي وقلبي وزادتني إصرارًا للبحث عن الحقيقة.
دخولي إلى المسجد
وتسترجع فاطمة ذاكرتها فتقول: خرجت في يوم من الأيام إلى أحد منتزهات لندن الكبرى .. وفي طريقي إلى هناك مررت أمام أحد المساجد الكبيرة فدخلت ووجدت هناك شيخًا بلحية بيضاء طويلة.. رحب بي جدًا وطلب مني بكل أدب أن أرتدي الحجاب احترامًا للمسجد فلم أجد أي مانع نفسي ثم دخلت مع الشيخ وجلس معي وأهداني نسخة من القرآن الكريم .. وكتبًا باللغة الإنكليزية .. التي تشرح مفاهيم الإسلام، خرجت من المسجد والفرحة والطمأنينة تملأ قلبي ثم بدأت أقرأ الكتب على فترات متباعدة .. وبدأت أحضر الندوات التي تعقد أسبوعيًا داخل المسجد والتي ساعدتني في فهم المعاني السامية للإسلام وأنه يضع منهجًا للإنسان المسلم ليسير عليه طوال حياته وحتى بعد مماته، وما شد انتباهي في الإسلام هو إيمان الفرد المسلم بجميع الأنبياء والرسل من أول نبي وهو آدم عليه السلام وحتى عيسى عليه السلام، وجذبتني أيضًا تلك العلاقة المباشرة بين المسلم وربه دون وسيط، فظللت في صراع نفسي لمدة سنتين بين حبي ورغبتي القوية في اعتناق الإسلام وخوفي من عائلتي وعدم تقبلها لإشهار إسلامي.
ولكنني فجأة وخلال تواجدي في المحاضرة داخل المسجد وقفت أمام الإمام وأعلنت رغبتي في اعتناق الإسلام وارتداء الحجاب، فكانت فرحته كبيرة وفرحتي أنا أكبر لأنني أصبحت الآن مسلمة وأرتدي الحجاب.
عائلتي بعد إسلامي
وتكمل فاطمة حديثها:
بقيت في لندن فترة ليست بطويلة بعد اعتناقي الإسلام وارتداء الحجاب والحمد لله لم أواجه أية صعوبة في التكيف مع المجتمع هناك وخصوصًا أنني كنت لا زلت أدرس في الجامعة وبعد فترة من الزمن .. عدت إلى المكسيك لأعيش مع أسرتي حيث لاحظ والدي التغيير الذي طرأ على تصرفاتي وسلوكي والمنديل الذي أضعه دائمًا على رأسي إلى أن دخل علي والدي فجأة ووجدني أصلي فكانت الصدمة.. لم يتقبل فكرة إسلامي أبدًا .. ولم يمنحني حتى فرصة أن أبين أسباب اعتناقي للإسلام .. صدمت أمي وفوجئ أخي وابتعد عني كل أصدقائي وأقاربي .. فالمجتمع اليهودي مجتمع متماسك ومترابط لا يتقبل أية تغيرات في داخله، وقرر أبي طردي من المنزل ولم تستطع أمي أن تمنعه بل سكتت ولم تعلق وامتنع عن محادثتي سنة كاملة أما أخي فلم يكن مقتنع بإسلامي ولم يقتنع بشكلي في الحجاب، لم أغضب من أسرتي فمن صفات المسلم الصبر على والديه وبرهما فخرجت من البيت وعشت وحدي وبقيت على اتصال بأسرتي أطمئن عليهم وأحاول التقرب منهم مرة أخرى.
اندماجي في المجتمع
وتقول فاطمة: لم أجد أية صعوبة في تقبل المجتمع المكسيكي لإسلامي لكن العديد من الأصدقاء والمعارف كانوا يعتقدون أنني أصبت بمرض السرطان لذلك أرتدي الحجاب لأغطي شعري المتساقط .. أو أنني رزقت بطفل حديثًا فلذلك أغطي رأس خوفًا من البرد فكنت أستغل هذه الفرصة وأشرح معاني الإسلام السامية فأجد نفسي محاطة بالأخوات اللاتي يرغبن في اعتناق الإسلام والحمد لله استطعت أن أؤثر على العديد من صديقاتي المقربات فدخلن إلى الإسلام.
وسوسة الشيطان
وكأي إنسان...حاول الشيطان أن يتسلل إلى قلبي وعقلي أكثر من مرة ليثنيني عن إسلامي .. فالمكسيك بلاد حارة وارتداء الحجاب فيه شيء صعب لارتفاع درجة الحرارة فكان الشيطان يدخل لي من باب أنني إن خلعته بسبب حرارة الجو، فلن يحدث شيء ولا يوجد رقيب علي لكنني كنت أستعيذ بالله من الشيطان وأقرأ المعوذات وأستغفر الله كثيرًا.
الحلم الذي غير أخي
وبعد فترة من الوقت...تفاجأت بأخي يسألني هل لديك صورة لنبيكم محمد؟
فأجبته بلا، فقال لي: أعتقد أن نبيكم محمد قد جاءني في المنام وقال لي إننا لا نجبر أحدًا في الدخول إلى الإسلام .. وبعد هذا الحلم لمست تغييرًا في تعامل أخي معي فأصبح أكثر تقبلاً لشكلي بالحجاب وأصبح يكلمني بشكل مستمر ويزروني دائمًا.
الشكر لله
وتختم فاطمة حديثها قائلة: أحمد الله عز وجل على نعمة الإسلام الذي شرح قلبي وعقلي وملأ جوارحي بالهداية والحب، وأنا أحمد الله سبحانه وتعالى لأنه اختارني لأخرج من الظلام إلى النور. فالإسلام دين سلام وحب وتكاتف وتسامح ويحترم جميع الديانات السماوية تعلمت منه الثقة بالنفس والاعتزاز بالشخصية وأنه سبحانه وتعالى قريب يجيب الدعاء.
ولدي :عدد 64 ـ محرم 1424هـ