مصرع عصفور
طار العصفور في وقت مبكرا لينعم بيوم رائع وجميل , فقد طال انتظارة لكي يقوم بأول رحلة
طيران وحدة غير معتمد علي والدية, واخذا يرفرف بجناحة ويعلو وينخفض هنا وهناك ويقف علي الارض
مرات ومرات وفي بعض الاحيان يحاول ان يسابق الرياح فقد احس انة طائرا مخضرم من زمن واحس انة ماهر
في الطيران, ومن ثم اخذا يعبر عن احلامة ويتنقل من شجرة الي شجرة وكان كلما شاهد شجرة مهما كانت
عاليا وفروعها متشابكة يصر رغم صغر سنة علي الطيران حولها ويصر ايضا ان يصل الي اعلا فروعها
وينجح مرة ويخفق مرة وفي كل مرة يكرر التجربة دون كلل واستمر يحاول وبحاول رغم ان هذا هو يومة
الاول في عالم الطيران لدرجة انة لم يفكر ابدا في اي طعام رغم حرص والدية علي ان يعود اليهم في
افرب وقت لكي يلتهم وجبتة من الطعام ولكن لانهم هم اصروا بنفسهم علي ان يخوض التجربة بنفسة فقد
تركة والدة رغم حرص والدتة علي عدم الطيران بمفردة ولكن تحت اصرار الاب طار العصفور ورضخت الام
لاوامر الوالد .. ومازال العصفور يطير ويغني هنا وهناك ومع مرور الوقت وهو سعيد ويغرد ويحاول ان
يتعرف علي اصدقاء جدد في رحلتة الاولي ورغم صغر سنة لدية روح التحدي مازال يصر علي ان يتعرف
ويصادق من هم اكبر منة عمرا , وعلي ذلك كلما شاهد بعض الطيورالضغيرة تطير وسط عائلتها يبتسم
ويحس انة قد كبر في يوم وليلة ويحس ان اصبح متحمل المسئولية حتي صادف يمامة كبيرة وشكلها جميل
ومن شدة اعجابة بها اصر ان يحاول الطيران الي جوارها وان يجاريها في سرعنها ولكن اليمامة تبتسم
لكونة صغير الحجم ويحاول عبثا الوصول اليها والجلوس الي جوارها علي احدي الفروع الشاهقة علي
احدي الشحيرات , وبعد عدة محاولات يصل العصفور ومع ابتسامة اليمامة يجلس العصفور الي جوارها
وبطيب خاطر لم تعترض اليمامة ولم تنفر منة وتركتة يتغزل في ريشها الكثيف وجمال منظرها وهي لا
تفارقها الابتسامة ابدا من هذا العصفور الجرئ وبدئت تلاطفة وتداعبة حتي احس بالامان معها واخذا
يطير جولها وهي تتابعة بنظراتها حتي اشفقت علية من كثرة الطيران واشارت لة بالجلوس برهة حتي لا
تتعب اجنحتة من كثر الطيران , فقد كان الجو صافي والاشجار كلها تتراقص واصوات الطيور كلها
متشابكة في نغم جميل .. وفي لحظة السعادة والابتسام من العصفور تتغير ملامح اليمامة وكأنها تستعد
للطيران وفي لحظات ينظرالعصفور حولة اذا بصائد يوجة بندقيتة الي اليمامة ويحاول العصفور وبدون
اي
تفكير ان يلفت نظر الصائد وبندقيتة عن مرمي اليمامة الا ان الصائد قد كان عازم العزم واطلق
رصاصتة وفي نفس اللحظة تطير اليمامة ويتحرك العصفور وتصيب الرصاصة العصفور الصغير وتبتعد
اليمامة بعيدا في سلام ويسقط العصفور الصغير في دمائة التي تغطي جسمة النحيف امام الصائد وتحت
قدمية ويتحسر الصائد علي افلات الصيد منة فلم يكن يقصد العصفور بل كانت هدفة اليمامة ويتركة
ويمضي يبحث عن صيدا اخر اكبر حجما , وبعد لحظات تعود اليمامة الي حيث تمكث جثة العصفور وتقلبة
يمينا ويسارا وهو لا حراك فقد ضحي بنفسة وراح ضحية شهامتة من اجل صديقة لم تدوم صداقتهم غير
لحظات بسيطة .. ورغم الكبرياء والغرور الذي لازم العصفور الفقيد من اول يوم طيران الا انة راح
ضحية نبل اخلاقة,
ومضت اليمامة الي حال سبيلها ولسان حالها يودعة ولكنها غيرت طريقها وقررت ان لا تعود الي
هذة الحديقة مرة اخري ؟
*****************************************************
بقلمي
محمد عبدة
22 / 12 / 2010