انتخبوا «جزمة» أحمد عز
رشح نفسه ليكون نائبا عن الشعب، لكنه لا يستطيع أن يسير بمفرده بين أبناء هذا الشعب، يتحرك ومن أمامه حراسة ومن خلفه حراسة عن يمينه حراسة وعن يساره حراسة، فهو يشعر بالخوف.....لا يمكن أن يطمئن، فهو ليس بالسياسي المحبوب، ولا الشخصية الجماهيرية الطاغية، إنه بالكاد مقبول رغما عن الجميع بحكم ثروته ونفوذه ومناصبه وسلطانه وصولجانه.
إنه أحمد عز...وليس غيره.
صباح عيد الأضحي الماضي ذهب أحمد عز ليصلي العيد بين أبناء دائرته، وبعد أن انتهت الصلاة وهم بالخروج من المسجد، حدث ما يمكن أن نعتبره طقسا من طقوس أحمد عز الخاصة، التي لا تعكس تواضعه ولا خفض جناحه حتي لأبناء دائرته. أحد رجال عز يحمل له حذاءه، يقف منتظرا أمام المسجد، وبمجرد أن خرج أمين تنظيم الحزب الوطني، سارع إليه رجله ونزل علي قدميه ليلبسه حذاءه، لا ينظر عز إليه، يحلق في رجال حرسه المحيطين به، وكأنه يطلب منهم الأمان، الذي يبدو أنه يفتقده.وبعد أن ينزل حارسه برأسه حتي يكاد يساوي الأرض ينطلق عز ليستقل سيارته متوجها إلي الباجور، ليشارك في جنازة وعزاء كمال الشاذلي الذي توفي في أول يوم من أيام العيد بعد أن زالت عنه سلطته ونفوذه.
ما حدث يمكن أن يكون عاديا، لو كان من فعله رجل أعمال، وعز في نهاية الأمر رجل أعمال تصل ثروته إلي المليارات، لكن أن يفعلها وهو مرشح يطلب رضا الناس وتعاطفهم ومساندتهم، فإنه لا يدل إلا علي أن الرجل يستهين بالجميع، فأصواتهم الناس لا تهمه ولا تشغله، إنهم مجرد ديكور فقط لا أكثر ولا أقل.
إن هناك ما يفعله رجال السلطة، لو اطلع عليه الناس لتركوهم عرايا بلا سند ولا تأييد، لكنها في الغالب تكون طقوساً خاصة وسرية حولها أسوار سميكة لا تسمح بتسربها.. وحفلات القصور المغلقة تشهد بالكثير. عز واحد من هؤلاء، لكن هذه المرة خانه ذكاءه، أو لنكن أكثر دقة، خدعه غروره السياسي، فلم يعمل حسابا لأحد، أخرج المشهد ببراعة، أعادنا مرة أخري وبحركة لم تستغرق أكثر من دقيقة إلي مجتمع من الأسياد والعبيد، ومادام هو سيدا، فليس معقولا أن يكلف نفسه ولو مشقة أن يلبس حذاءه، ما دام هناك من يخضع وينزل جاثيا علي قدميه ليلبس سيده حذاءه. قد يكون من ألبس عز الحذاء - هناك من يقول أنه أحد أعضاء الحزب الوطني بالمنوفية وهناك من يقول إنه أحد طاقم الحراسة الملازمة لعز وهناك من قال إنه مجرد مخبر يعمل في قسم الشرطة - سعيدا وفخورا بأنه يفعل ذلك، فالمهم أن يكسب عطف ورضا وأموال عز، لكنه لا يعرف المسكين أن صورته تلك تشير إلي أن عصرا جديدا يدخله أحمد عز.
لم يعد مجرد رجل أعمال، لا يكتفي بأن يكون أمينا لتنظيم الحزب الوطني، لا يركن إلي أن يكون نائبا في البرلمان فقط حتي لو كان حاكما ومتحكما ومسيطرا.
لقد أصبح ملكا متوجا.صورته تعيد إلي الأذهان صورة الملك فاروق، الملك الشاب الذي كان يتبعه خادمان يلبساه الحذاء.
يقولون إن راحة القدم تبدأ من الحذاء، لكن يبدو أيضا أن طموح عز تدل عليه طريقة ارتدائه للحذاء.
لا أحد يمكن أن يمسك بتلابيب إحساس عز وهو يقف هذا الموقف الملوكي، لكن يمكننا أن نمسك بتلابيب ما فعله الحزب الوطني بالناس، لقد فقد رجاله الجماهيرية والأمان، لكنهم يصرون علي أن يواصلوا الطريق بأموالهم ومناصبهم وقدرتهم علي تطويع المستحيل لصالحهم.
من يسيرون خلف عز يهتفون بحياته.. لكن يبدو أن المرحلة القادمة لن تشهد هتافا لحياته فقط، بل سيهتفون لجزمته أيضا..لأن الجزمة فيما يبدو ستكون رمزا للمرحلة القادمة.. المرحلة التي سيكون عز فيها كل شئ في السياسة والاقتصاد أيضا.. وما خفي كان أخطر.
إنه أحمد عز...وليس غيره.
صباح عيد الأضحي الماضي ذهب أحمد عز ليصلي العيد بين أبناء دائرته، وبعد أن انتهت الصلاة وهم بالخروج من المسجد، حدث ما يمكن أن نعتبره طقسا من طقوس أحمد عز الخاصة، التي لا تعكس تواضعه ولا خفض جناحه حتي لأبناء دائرته. أحد رجال عز يحمل له حذاءه، يقف منتظرا أمام المسجد، وبمجرد أن خرج أمين تنظيم الحزب الوطني، سارع إليه رجله ونزل علي قدميه ليلبسه حذاءه، لا ينظر عز إليه، يحلق في رجال حرسه المحيطين به، وكأنه يطلب منهم الأمان، الذي يبدو أنه يفتقده.وبعد أن ينزل حارسه برأسه حتي يكاد يساوي الأرض ينطلق عز ليستقل سيارته متوجها إلي الباجور، ليشارك في جنازة وعزاء كمال الشاذلي الذي توفي في أول يوم من أيام العيد بعد أن زالت عنه سلطته ونفوذه.
ما حدث يمكن أن يكون عاديا، لو كان من فعله رجل أعمال، وعز في نهاية الأمر رجل أعمال تصل ثروته إلي المليارات، لكن أن يفعلها وهو مرشح يطلب رضا الناس وتعاطفهم ومساندتهم، فإنه لا يدل إلا علي أن الرجل يستهين بالجميع، فأصواتهم الناس لا تهمه ولا تشغله، إنهم مجرد ديكور فقط لا أكثر ولا أقل.
إن هناك ما يفعله رجال السلطة، لو اطلع عليه الناس لتركوهم عرايا بلا سند ولا تأييد، لكنها في الغالب تكون طقوساً خاصة وسرية حولها أسوار سميكة لا تسمح بتسربها.. وحفلات القصور المغلقة تشهد بالكثير. عز واحد من هؤلاء، لكن هذه المرة خانه ذكاءه، أو لنكن أكثر دقة، خدعه غروره السياسي، فلم يعمل حسابا لأحد، أخرج المشهد ببراعة، أعادنا مرة أخري وبحركة لم تستغرق أكثر من دقيقة إلي مجتمع من الأسياد والعبيد، ومادام هو سيدا، فليس معقولا أن يكلف نفسه ولو مشقة أن يلبس حذاءه، ما دام هناك من يخضع وينزل جاثيا علي قدميه ليلبس سيده حذاءه. قد يكون من ألبس عز الحذاء - هناك من يقول أنه أحد أعضاء الحزب الوطني بالمنوفية وهناك من يقول إنه أحد طاقم الحراسة الملازمة لعز وهناك من قال إنه مجرد مخبر يعمل في قسم الشرطة - سعيدا وفخورا بأنه يفعل ذلك، فالمهم أن يكسب عطف ورضا وأموال عز، لكنه لا يعرف المسكين أن صورته تلك تشير إلي أن عصرا جديدا يدخله أحمد عز.
لم يعد مجرد رجل أعمال، لا يكتفي بأن يكون أمينا لتنظيم الحزب الوطني، لا يركن إلي أن يكون نائبا في البرلمان فقط حتي لو كان حاكما ومتحكما ومسيطرا.
لقد أصبح ملكا متوجا.صورته تعيد إلي الأذهان صورة الملك فاروق، الملك الشاب الذي كان يتبعه خادمان يلبساه الحذاء.
يقولون إن راحة القدم تبدأ من الحذاء، لكن يبدو أيضا أن طموح عز تدل عليه طريقة ارتدائه للحذاء.
لا أحد يمكن أن يمسك بتلابيب إحساس عز وهو يقف هذا الموقف الملوكي، لكن يمكننا أن نمسك بتلابيب ما فعله الحزب الوطني بالناس، لقد فقد رجاله الجماهيرية والأمان، لكنهم يصرون علي أن يواصلوا الطريق بأموالهم ومناصبهم وقدرتهم علي تطويع المستحيل لصالحهم.
من يسيرون خلف عز يهتفون بحياته.. لكن يبدو أن المرحلة القادمة لن تشهد هتافا لحياته فقط، بل سيهتفون لجزمته أيضا..لأن الجزمة فيما يبدو ستكون رمزا للمرحلة القادمة.. المرحلة التي سيكون عز فيها كل شئ في السياسة والاقتصاد أيضا.. وما خفي كان أخطر.