تمرد رجل (( الاخيرة ))
يسافر احمد الي احدي الدول الاجنبية ليكون مديرا لاحدي شركات كمال بية وتستمر المكالمات
التلفونية في بداية الامر بينة وبين منار ويشرح لها كيف انة الان اصبح مديرا لشركة كبيرة وانة
في القريب العاجل سوف يكون محط انظار الجميع ويزداد الحب والتمسك بة من منار لكونة يفعل كل
كل شي من اجلها وتمر الشهور حتي يعود احمد في اول اجازة لة وعندما يلتقي بمنار في اول لقاء
تسألة منار عن احوالة وكيف يعيش في الغربة وبكل فخر يشكرها وانها كانت السبب وراء نجاحة المستمر
في الغربة وفي عملة وانة في كل ليلة يسهر يقراء رسائلها طوال اليل ويسهر علي ذكرياتة معها
وتتعدد اللقاءات بينهم ويعيش معها احلا الاوقات ويستمتع بوقتة ويجوب معها كل المعالم السياحية في
القاهرة والاسكندرية لدرجة انة كان يستمتع بتركة لسيارتة ويستقل الباص للذهاب الي شاطي المنتزة
في الاسكندرية حتي يكون ملتصق بها طوال الوقت ولا تفارقة لحظة انشغالة بالطريق وتستمتع منار بماء
البحر وهي التي تحلم بأن تكون زوجة لهذا الشاب الي تطور امامها في خلال سنة واصبح من وجهة نظرها
جدير بها وتجمع الذكريات بينها وبينة وتقوم بتصوير كل مكان يذهبون الية وهو في كل مرة يقول لها
ان هذة الاماكن لم يدخلها في حياتة الا معها لدرجة انة قام بتصوير كل الاماكن التي جمعتهم لكي تكون
ذكري بينهم في كل الايام واصبح احمد عاشق التنقل بين كل الاماكن مع منار وكانت منار سعيدة بهذا
التطور الجديد في حياتها , وبدئت منار في الحديث مع احمد لكي تحدد الموعد المناسب لكي يتقدم
احمد مرة اخري ليطلب يدها من والدها ولكنة اصر علي عدم التسرع في ذلك لانة يتمناة ان يعود مرة
اخري للسفر حتي يكون في السنة القادمة اكثر مركزا وان يكون قادر فعلا علي التقدم الي اهلها؟
وهنا لا تستطيع منار السيطرة علي حبها وتوافق علي ذلك علي امل ان يعود السنة القادمة لكي يتقدم
لطلب يديها ويمر الشهر الاجازة بعد ان ذهبت مع احمد لكل الاماكن المميزة في مصر وجمعت بعض
الذكريات في حديقة الاسماك مرة وبرج القاهرة مرة وكوستا مرة وسينبون مرة والمتحف المصري مرة
لم تترك مكان الا وقد ذهبت الية مع احمد الا وتم تصويرة حتي تكون ذكري لها في وحدتها وبعد سفر
احمد للعودة لعملة علي امل ان تكون هذة هي السنة الاخيرة ويعود لها زوجا , تستشير منار صديقتها
في ان تقوم منار بالعمل رغم عدم حاجتها لذلك ولكن لكي يضيع الوقت ويكون العمل سبب في انشغالها
بعض الوقت وفعلا تعمل منار بوظيفة تليق بها في احد شركات والدها طبعا ومع مرور الوقت ومع اتصال
متار الدائم الي احمد وفي كل مرة تحس بشعور غريب في رد احمد عليها ومع الوقت يستسرب اليأس الي
قلبها مع اعزارات احمد الكثيرة في قلة اتصالة ؟ وتسأل منار احمد ماذا حدث لماذا يقل اتصالك بي
وما كان رد احمد انة يجمع كل فلس لكي يكون ثروة تجعلة يقف علي قدمية امام والدها وما كان
من منار غير الصبر وتمر الشهور علي احمد هناك حتي اكمل السنة الثانية وحان موعد اجازتة ولكنة
هذة المرة يرفض النزول الي مصر وكانت حجتة ان يوفر ذلك حتي يستفيد من سافرة من اجلها وتستغرب
منار
من موقفة هذا الغريب والذي كان عكس ذلك قبل سفرة من القاهرة ويتغير حال منار من حالة الحب الي
حالة اليأس الشديد والاستغراب من حال احمد ؟
وشعرت منار بتغير شخصيتة لم يعد هو ذلك الحبيب الذي احببتة حتي اختتها وصديقتها كانوا
دائما ما يحزرونها من تحولة بعد سفرة وتسرب الياس والقلق اليها لأول مرة. وتقول منار توقفت عن
الاعزار التي
كنت اختلفها دفاعا عنة حتي بيني وبين نفسي فالحقيقة ان ما حدث لا اجد لة وصفا الا انة انقلاب في
حياتة وهذا الانقلاب لابد ان يطيح بي ولابد ان اعرف موقعي عندة الان.
وعندما كنت اتصل بة واجهتة بمخاوفي وشكوكي فكان ردة بأنها اوهام وانة يخطط للزيارة
القادة ان يأخذني معة بعد الزواج بعد ان استقرت احوالة وانة في خلال عام سوف يفعل ذلك وبدلا
من ان افرح بذلك شعرت بالحزن والأم ولم اصدقة لانة في الايام الخيرة وطوال عام كامل كانت كل
اتصالاتة قليلة وان تحدث كلها وعود فقط واصبح يبخل علي بكلمات الحب التي كنت استمتع وانا
اسمعها منة , وطالبت من صديقتي ان تسأل عنة وعن عملة الجديد وما سبب التغير الذي ترء علية
وياليتني ما فعلت فقد جاءت الطامة الكبري وحدث ما لم اكن اتوقعة ولم احسب لة حساب فقد تزوج
احمد من انسانة اجنبية من نفس البلد بعد شهور قليلة من سفرة ولم اكن اعلم ذلك عنة
رغم ان اجازتة كان معظمها معي وطوال الوقت وكانت المفاجأة قاسية افقدتني توازني وقد مرضت
بعدها ولازمت الفراش وما خفف عني ان اسرتي لم تلمني علي صبري علية ورفضي لاي عريس اخر بل رأوا
ان اكتشف الحقيقة بنفسي .
رغم الجرح الغائر في قلبي وبعد ما تماسكت اتصلت بة لأواجهة بالحقيقة المرة واخبرة بأنني
علمت بفعلتة الشنعاء فرد بكل برود انة فعل ذلك من اجلي بحجة انة تزوج من اجل الحصول علي الاقامة
لكنة لا يحبها وانة عند وعدة لي وسيعود في الاجازة القادة لاتمام الزواج ويصطحبني معة لانة الان
اصبح لدية المال الكثير , ولكنة اشترط علي ان لا يعلم احد بهذا الموضوع ولا حتي زوجتة الاجنبية
وان الموضوع سوف يكون سرا حتي علي اهلها وبعد ان يجمع المال ربما يفكر في العودة الي مصر
ولكن يبدو ان ثلاث سنوات في الغربة غير ت من كل سلوكة حتي انة اشترط علي العمل ايضا هناك لكي
بكون لي حياة مالية مستقلة ؟ لان ذلك هو المتبع هناك ان يكون لكل من الزوج والزوجة حياتة
المستقلة , وكانت هذة هي القشة التي قسمت ظهر البعير وقضت علي كل امل لي فية وما لم اجد لة
نفسيرا انني مازلت احبة وفي نفس الوقت لدي قناعة تامة بأنة ليس الرجل الذي احببت ولا يصلح
لي زوجا , وادركت انها مسألة معقدة ومتناقضة ولست حائرة في اتخاذ القرار ولا نادمة علي ما فعلت
ولا ما ضيعت من سنوات عمري وزهرة شبابي في انتظارة فقد حسمت امري ولن اقبلة شريكا لحياتي .
فقط أريد ان اتخلص من حبي لة الذي لا اجد لة وصفا الا انة حالة مرضية لأنني احب ذلك الرجل
الذي عرفتة قبل ان يتحول الي كتلة من الجليد وتهبط درجة حرارتة الي ما تحت الصفر.
وهكذة تخلصت منار من هذا الحب الزائف وتخلصت من نزوة لرجل لم يبقي من شخصيتة الا صفة واحدة
فقط اصبحت تلازمة طوال الوقت وهي صفة التمرد لمن احسن الية .
**********************************************************************
وهذة هي نهاية قصة التمرد تمرد رجل
بقلمي
محمد عبدة
25 / 12 / 2010