أهمية التغيير الإداري..لماذا التغيير؟
إن التغيير الإداري كلمة لها مدلول كبير ، طالب بها الجميع ، ولم يمارسها بذكاء إلا أفراد محدودين ،أنها كلمة مدوية ، عشقها العلماء ، وهام بها الجهابذة العظماء ، ولم يفر منها إلا الحمقى والجهلاء.
لقد أثبت التاريخ أن الإنسان لا يمكن له أن يقيم حضارة أو يصنع مستقبلاً ما لم يغير من نفسه ابتداء ، ثم يسير جاداً في طريق التغيير حتى يغير من وما حوله ، وعندها سيجني الشهد ، وإن لم يفعل ذلك فما له غير العلقم .
إن سيدنا عمر بن عبد العزيز غير فأحسن التغيير ، إذ بنى دولة إسلامية لم يشهد لها التاريخ من بعدها مثيلاً ، فأمن الناس على أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم ، وعزوا فلم يجرؤ أحد على إذلالهم ، وفاض المال حتى لم يجدوا من يأخذه، وكل ذلك في سنتين لا غير!!
وهناك أمثلة أخرى كثيرة تشير إلي أن عملية التغيير ضرورة وإنها تتطلب رجال عقلاء أذكياء ، لهم همم عالية ، لا يرضيهم الواقع المعوج ، ولا يركنون إلي الحال الرديء ، وإنما نفوسهم متعلقة في السماء وهممهم كالجبال الشم الشامخات ، وهم في حركة دائبة ، لا يكل أحدهم ولا يمل.
أبعاد التغيير:-
بالرغم من أهمية التدريب على عملية التغيير إلا أنه لطالما عقدت دورات وبرامج تدريبية لم يكن لها الأثر الواضح في تغيير سلوكيات العاملين ، وذلك لأن تغيير السلوك يتأثر بعوامل كثيرة منها: بيئة العمل ، المناخ التنظيمي ، طبيعة الرؤساء ، اللوائح والأنظمة المتبعة ، أسلوب الإدارة،..وفيما يلي نعرض بعض أبعاد التغيير:-
•كلما كانت العوامل المؤيدة لعملية التغيير أكبر ، دل ذلك على زيادة فرص نجاح عملية التغيير وتقليل المقاومة لها.
•إن عملية التغيير قد تكون جذرية وليس مجرد تطوير أو إصلاح ، كما أن التغيير قد يكون تراجعاً إلي الوراء أحياناً.
•التغيير يحتاج إلي جهود وخطط وإمكانات ومهارات كثيرة ، وليس فقط معرفة الصواب والاقتناع به.
• إن أفضل طريقة لمواجهة المقاومة هو إقناع الأفراد بأهمية التغيير ، ولا يأتي الحسم إلا عند العجز تماماً عن الإقناع.
• إن التغيير ليس مجرد ردود فعل واستجابات، وإنما هو أيضاً عملية جذرية تخطيطية يمكن بها إدارة المستقبل والتقدم على المنافسين .
•إن التغيير هو السهل الممتنع ، فهو سهل من الجانب النظري وصعب من الجانب التطبيقي.
• شخصية قائد التغيير ونفوذه وصفاته القيادية ، كل ذلك له أثر كبير في نجاح أو فشل التغيير.
• التغيير منحة وليس محنة ، وإن بدا للوهلة الأولى بأنه محنة فإن عاقبته (غالباً ) منح كثيرة.
• التغيير إرادة وإدارة في آن واحد.
• التغيير في الإمكانات المادية والمعنوية.
•التغيير في المسؤوليات والصلاحيات.
قوى التغيير:-
للعملية التغييرية قوى ينبغي توافرها حتى يتمكن قادة التغيير من تحقيق ما تصبوا إليه نفوسهم ، ومن أبرز هذه القوى ما يلي:-
السلطة: وذلك ليكون التغيير شرعياً وقانونياً ، علماً بأن السلطة يمكن أن تتحصل بالإقناع أو بالانتزاع . والإقناع قد يكون بالحجة والبرهان وقد يكون بتبيان الخسائر التي ستلحق بصاحب السلطة إذا لم يغير.
الألـــــم: وهو الشعور بأن الواقع مؤلم جداً ، حيث ما لم يشعر المغيرون بمرارة الواقع فإن حماسهم تجاه التغيير سيكون فاتراً .
الرؤيـــــة : بأن يكون لقادة التغيير تصور واضح للمستقبل المنشود.
النظرة البعيدة: وذلك بأن يكون لقادة التغيير فهم وإدراك ووضوح لآثار المستقبلية لعملية التغيير.
المـــوارد: حيث أن التنفيذ الناجح للتغيير يحتاج إلي موارد وإمكانات مادية وبشرية.
الترغيب والترهيب: وهو الاستعداد والقدرة على تحفيز المتفاعلين مع التغيير ومكافأتهم ، وكذلك القدرة على تهديد المقاومين للتغيير ومعاقبتهم.
مراقبة الخطط: وهو الالتزام بمراقبة الأداء أثناء عملية التغيير وتحديد المشكلات والسعي لحلها.
أتمنى أن ينال هذا الموضوع رضاكم علما بأنه من أهم وأجمل الموضوعات الإدارية