[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
عندما انتهى كل شيء .. كنت ِ البداية لنا
هي قصة طويلة، يمر بها كل إنسان ، نسمع عنها في كل زاوية، نراها في كل مكان، لكن قلما نعيشها ، بل ربما قلما نحسها و نشعر بها !!
كانت البداية يوم أحتضنتني لمدة لا تقل عن ثمانية أشهر ، تهتم بي ، تخاف علي ، تدندن لي ، و هي في إنتظاري
كل ما تنتظره رؤيتي ، تتخيلني تارة أبيض اللون و أحياناً أسود اللون ،
تحكي لي عن اجدادي الذين تتمنى أن أصبح مثلهم ، و تتكلم كثيراً عن والدي لأنه حياتها و أهلها في الدنيا !!
----------------
1-9-1985
كان هذا بالنسبة لها الحدث الأكبر ، فقد كان و لأول مرة سوف نلتقي أنا و هي وجهاً لوجه
حينها و كأي بشر خرج من قوقعته الصغيرة، الحنونة، الدافئة ، الى الدنيا الكبيرة الموحشة الواسعة ، صرختُ و بكيت.
حينها إمتدت أصابعها لتمسكَ بي بلمستها الحانية ، لتضع قبلة فوق رأسي ، و أجد نفسي قد صمْت ّ
كانت المرة الأولى التي تلتقي أعيننا .. و أصابعي الصغيرة متشبثة بأصابعها
كان شعوراً بالطمأنينة وسط تلك الضوضاء
و فجأة أبعدوها عني و لا أذكر أنني كنت أراها إلا للحظات، لكنها تكون أسعد لحظاتي !!
------------------
بعد مضي عام ...
كنت في حاجة ماسة اليها ، هي بعيدة ، و انا اراها لكنها لا تريد الإلتفات إلي !!
تساءلت لماذا !!
بكيت .. لم تحرك ساكناً .. أجهشتُ بالبكاء ، لم تعرني إهتماماً !!
حينها وجدت نفسي أضع يديّ على الأرض .. و أتكأ على ركبتي .. و احبو بإتجاهها خطوة تلو خطوة
حتى إذا بي أصطدم بأرجلها .
فجأة أجد نفسي بين يديها و الإبتسامة تملؤ وجهها .. و أسقط بين أحضانها ناسياً لماذا تركتني
لكن حينها كنت قد علمت كيف أصل أليك ِ عندما أفتقدك ِ !!
------------------
بعد مضي ثلاثة أعوام ..
أيقظتني باكراً ، و ألبستني ملابساً جميلة مزركشة بالألوان .. وضعت لي حقيبة صغيرة وقالت :" هيا إنه يومك الأول في الروضة "
قلت لها :" لا أريد .. أود أن أكون بالبيت ، بجانبك ِ "
إبتسمت في هدوء ..
و قالت :" و من قال بأنني لن اكن بجانبك يا صغيري "
لبست هي الأخرى ثوبها .. و أمسكت بيدي
كنا نمشي خطوة بخطوة .. تحكي لي عن الأطفال و عن الروضة
و كيف أنني سأجد ألعاباً كثيرة ، و هناك من سيلبي جميع طلباتي
لكنها توقفت لبرهة و الدموع بين عينيها .. و أحتضنتني بقوة.
سألتها :" ما بك ِ "
قالت :" سأفتقد صراخك في المنزل .. و أفتقد طريقتك في رمي الأوساخ على كل شبر ٍ في المنزل .. كم انت شقي .. لكنني أحبك !! "
----------
بعد مضي أربعة أعوام ..
كان يوم صدمتك الأولى .. بل كان يوم فجيعتك الأولى التي إهتز لها كل ما فيك ِ
كنت عائداً من المدرسة أركل كل شيء أمامي .. حاملاً حقيبتي خلفي ..
كلما إقتربت من المنزل إزداد عدد السيارات في الشارع .. و عندما وصلت أمام منزلنا وجدته مختلفاً
أصواتٌ عالية ، صراخ في كل مكان ، و الجميع يحدقون نحوي و انا لا أعي شيئاً !!
تقدمتِ أنت ِ نحوي ، أمسكتني من رأسي ، دموعك ِ كانت تبللني و أنا صامت لم أحرك ساكناً
قلتِ ببطء لم أعهده منك ِ :" أبوك قد توفى !! "
لم أعي حجم كلماتك ِ في تلك اللحظة ، لم أعي أي شيء
كل ما كنت أراه أنت ِ .. بثيابك ِ البيضاء التي أرتدتها لأكثر من عام !!
و صمتكِ الدائم الذي لم أعد أذكر صوتك ِ بسببه
مرت الأيام ، الليالي ، الأيام ، الأسابيع ، الشهور .. و أنتهى كل شيء
لم يعد لكلمة " أبي " وجود
صرت ِ أنت ِ كل شيء .. كنت ِ البداية لإنطلاقاتنا نحو نجاحاتنا
كان من الصعب عليك تحملنا جميعاً
فالذين يملكون خمسة أولاد لا يستطيعون تربيتهم كما يجب حتى و إن إمتلكوا كل شيء
ما بالك و أنتي لم يكن في حوزتك سوانا !!
مرّت الأيام .. و الشكوى في كل مكان و الأسئلة تُعاد و تُكرر
" أين أبي .. أين أبي .. لن آكل حتى يأتي .. لن أشرب إن لم يأتي "
كنت ِ تحاولين إخفاء دموعك الغزيرة عنا .. لكن بلل ثيابك كان يكشفك ِ
فقد كنت مبللة في كل وقت .. شتاء ً ، خريفاً ، صيفاً
في كل الفصول كنت مبللة .. لكنك ِ كنت ربيعنا الذي نفرح له
عندما تبتسمي .. تبتسم الدنيا لنا .. و عندما تضحكي تطلق السماء صافرات أفراحها .. و تجد الطيور ترقص في كل مكان
سهرت ِ و انت تضعين الغطاء على أجسادنا
جلست تستذكرين الدروس معنا
كنت لا تأكلي إن لم تتأكدي بأن كل واحد ٍ فينا قد وصل مشبعه من الطعام
و لا تشربين إن لم تتأكدي بأن الظمأ قد ودعنا
تؤثرين على نفسك كل شيء .. من أجلنا
عندما إنتهى كل شيء .. كنت ِ البداية لنا !!
--------------------
بعد مضي أكثر من خمسة عشر عاماً ..
مضت الأعوام بسرعة البرق .. و ما زلنا نكبر .. و الحزن يكبر معنا !!
كان يومها يوم عيدك ِ .. الذي يأتي كل عام ٍ مرة.
ربما يحتفل الجميع به كل سنة .. لكنني كنت أحتفل بك كل ساعة في السنة !!
أعلم بأنني لحظات كثيرة قد ضايقتك .. و لم أكن بجانبك كما يجب
ربما لم أكن ذلك الإنسان الذي تريديه .. لكن تأكدي بأنني ذلك البسيط الذي لا حياة له من غيرك ِ !!
تأكدي بأنك ِ بالنسبة لي كل شيء
ربما نناديك .. " أمي "
لكنها تعني لي .. أمي .. أمي .. أبي .. أبي و أمي... !!
أحبك ِ يا أمي
و كل عام ٍ و أنت ِ بألف خير
وليدة اللحظة بمناسبة عيد الأم
حفظ الله للجميع أمهاتهم
لهم القلب
I Love You Mam And
Thank You Mam Forever
عندما انتهى كل شيء .. كنت ِ البداية لنا
هي قصة طويلة، يمر بها كل إنسان ، نسمع عنها في كل زاوية، نراها في كل مكان، لكن قلما نعيشها ، بل ربما قلما نحسها و نشعر بها !!
كانت البداية يوم أحتضنتني لمدة لا تقل عن ثمانية أشهر ، تهتم بي ، تخاف علي ، تدندن لي ، و هي في إنتظاري
كل ما تنتظره رؤيتي ، تتخيلني تارة أبيض اللون و أحياناً أسود اللون ،
تحكي لي عن اجدادي الذين تتمنى أن أصبح مثلهم ، و تتكلم كثيراً عن والدي لأنه حياتها و أهلها في الدنيا !!
----------------
1-9-1985
كان هذا بالنسبة لها الحدث الأكبر ، فقد كان و لأول مرة سوف نلتقي أنا و هي وجهاً لوجه
حينها و كأي بشر خرج من قوقعته الصغيرة، الحنونة، الدافئة ، الى الدنيا الكبيرة الموحشة الواسعة ، صرختُ و بكيت.
حينها إمتدت أصابعها لتمسكَ بي بلمستها الحانية ، لتضع قبلة فوق رأسي ، و أجد نفسي قد صمْت ّ
كانت المرة الأولى التي تلتقي أعيننا .. و أصابعي الصغيرة متشبثة بأصابعها
كان شعوراً بالطمأنينة وسط تلك الضوضاء
و فجأة أبعدوها عني و لا أذكر أنني كنت أراها إلا للحظات، لكنها تكون أسعد لحظاتي !!
------------------
بعد مضي عام ...
كنت في حاجة ماسة اليها ، هي بعيدة ، و انا اراها لكنها لا تريد الإلتفات إلي !!
تساءلت لماذا !!
بكيت .. لم تحرك ساكناً .. أجهشتُ بالبكاء ، لم تعرني إهتماماً !!
حينها وجدت نفسي أضع يديّ على الأرض .. و أتكأ على ركبتي .. و احبو بإتجاهها خطوة تلو خطوة
حتى إذا بي أصطدم بأرجلها .
فجأة أجد نفسي بين يديها و الإبتسامة تملؤ وجهها .. و أسقط بين أحضانها ناسياً لماذا تركتني
لكن حينها كنت قد علمت كيف أصل أليك ِ عندما أفتقدك ِ !!
------------------
بعد مضي ثلاثة أعوام ..
أيقظتني باكراً ، و ألبستني ملابساً جميلة مزركشة بالألوان .. وضعت لي حقيبة صغيرة وقالت :" هيا إنه يومك الأول في الروضة "
قلت لها :" لا أريد .. أود أن أكون بالبيت ، بجانبك ِ "
إبتسمت في هدوء ..
و قالت :" و من قال بأنني لن اكن بجانبك يا صغيري "
لبست هي الأخرى ثوبها .. و أمسكت بيدي
كنا نمشي خطوة بخطوة .. تحكي لي عن الأطفال و عن الروضة
و كيف أنني سأجد ألعاباً كثيرة ، و هناك من سيلبي جميع طلباتي
لكنها توقفت لبرهة و الدموع بين عينيها .. و أحتضنتني بقوة.
سألتها :" ما بك ِ "
قالت :" سأفتقد صراخك في المنزل .. و أفتقد طريقتك في رمي الأوساخ على كل شبر ٍ في المنزل .. كم انت شقي .. لكنني أحبك !! "
----------
بعد مضي أربعة أعوام ..
كان يوم صدمتك الأولى .. بل كان يوم فجيعتك الأولى التي إهتز لها كل ما فيك ِ
كنت عائداً من المدرسة أركل كل شيء أمامي .. حاملاً حقيبتي خلفي ..
كلما إقتربت من المنزل إزداد عدد السيارات في الشارع .. و عندما وصلت أمام منزلنا وجدته مختلفاً
أصواتٌ عالية ، صراخ في كل مكان ، و الجميع يحدقون نحوي و انا لا أعي شيئاً !!
تقدمتِ أنت ِ نحوي ، أمسكتني من رأسي ، دموعك ِ كانت تبللني و أنا صامت لم أحرك ساكناً
قلتِ ببطء لم أعهده منك ِ :" أبوك قد توفى !! "
لم أعي حجم كلماتك ِ في تلك اللحظة ، لم أعي أي شيء
كل ما كنت أراه أنت ِ .. بثيابك ِ البيضاء التي أرتدتها لأكثر من عام !!
و صمتكِ الدائم الذي لم أعد أذكر صوتك ِ بسببه
مرت الأيام ، الليالي ، الأيام ، الأسابيع ، الشهور .. و أنتهى كل شيء
لم يعد لكلمة " أبي " وجود
صرت ِ أنت ِ كل شيء .. كنت ِ البداية لإنطلاقاتنا نحو نجاحاتنا
كان من الصعب عليك تحملنا جميعاً
فالذين يملكون خمسة أولاد لا يستطيعون تربيتهم كما يجب حتى و إن إمتلكوا كل شيء
ما بالك و أنتي لم يكن في حوزتك سوانا !!
مرّت الأيام .. و الشكوى في كل مكان و الأسئلة تُعاد و تُكرر
" أين أبي .. أين أبي .. لن آكل حتى يأتي .. لن أشرب إن لم يأتي "
كنت ِ تحاولين إخفاء دموعك الغزيرة عنا .. لكن بلل ثيابك كان يكشفك ِ
فقد كنت مبللة في كل وقت .. شتاء ً ، خريفاً ، صيفاً
في كل الفصول كنت مبللة .. لكنك ِ كنت ربيعنا الذي نفرح له
عندما تبتسمي .. تبتسم الدنيا لنا .. و عندما تضحكي تطلق السماء صافرات أفراحها .. و تجد الطيور ترقص في كل مكان
سهرت ِ و انت تضعين الغطاء على أجسادنا
جلست تستذكرين الدروس معنا
كنت لا تأكلي إن لم تتأكدي بأن كل واحد ٍ فينا قد وصل مشبعه من الطعام
و لا تشربين إن لم تتأكدي بأن الظمأ قد ودعنا
تؤثرين على نفسك كل شيء .. من أجلنا
عندما إنتهى كل شيء .. كنت ِ البداية لنا !!
--------------------
بعد مضي أكثر من خمسة عشر عاماً ..
مضت الأعوام بسرعة البرق .. و ما زلنا نكبر .. و الحزن يكبر معنا !!
كان يومها يوم عيدك ِ .. الذي يأتي كل عام ٍ مرة.
ربما يحتفل الجميع به كل سنة .. لكنني كنت أحتفل بك كل ساعة في السنة !!
أعلم بأنني لحظات كثيرة قد ضايقتك .. و لم أكن بجانبك كما يجب
ربما لم أكن ذلك الإنسان الذي تريديه .. لكن تأكدي بأنني ذلك البسيط الذي لا حياة له من غيرك ِ !!
تأكدي بأنك ِ بالنسبة لي كل شيء
ربما نناديك .. " أمي "
لكنها تعني لي .. أمي .. أمي .. أبي .. أبي و أمي... !!
أحبك ِ يا أمي
و كل عام ٍ و أنت ِ بألف خير
وليدة اللحظة بمناسبة عيد الأم
حفظ الله للجميع أمهاتهم
لهم القلب
I Love You Mam And
Thank You Mam Forever