تـــمـــرد رجــــل
ـــــــــــــ
خرجت منار مسرعة من بيتها وادارت محرك سيارتها بعصبية شديدة ولم تكن تري امامها
غير مشاكلها في بيتها وكانت شاردة الزهن جدا حثي وصلت الي مكان لا تدري كيف وصلت الية
وما ان نظرت في المرآة الخلفية واطالت النظر حتي اصتدمت بشخص علي الطريق صدمة خفيفة
ولم تتمالك نفسها من البكاء وهي تطمئن علية وهو يحاول ان يهدء من روعها ويقول بصوت
هادي جدا انا بخير لا تخافي انا كويس الحمدلله لم يصيبني مكروة ويتفض الناس بعد تجمعهم
من حولهم وجلست هي في سيارتها تبكي وهو مازال يلح عليها ان تهداء ..
وعندما استجمعت قواها نظرت الية والي هيئتة التي تبهدلت من فعل وقوعة علي الارض
واذا بقطع بسيط في قميصة بسبب تشابك ملابسة وبعض اجزاء السيارة وهنا تصر علية ان يركب
معها لكي تقوم علي الاقل بتغير قميصة في اي مول قريب وتحت اصرارها يوافق علي طلبها بعد
رفضة اكثر من مرة وان الامر لا يستدعي ذلك .. وتنطلق السيارة متجهة الي احدي المولات
الراقية في وسط البلد وفي الطريق تتجازب منار الحديث معة ...
هوانت اسمك اية
انا احمد
وترد مرة اخري هو انت بتشتغل اية ولا اية ظروفك ممكن اعرف لو مفيش اسباب تمنعك من الحديث
ويرد لا ابدا
انا احمد خريج كلية التجارة بدرجة جيد جدا واعمل في مهنة لا تتناسب ابدا مع مؤهلي ولكن
هذة هي الحياة وظروفها ولكن الحمد لله انا راضي بما انا فية .. وهنا تبتسم منار وتقول
ياسيدي كويس ان صدمتك اليوم يمكن تغير قميصك وتغير حياتك ايضا وتيتسم ابتسامة عريضة
وتزيد من سرعتها وكأنها مقبلة علي حياة جديدة ..
لا لا ارجوكي السرعة بس شوية انا مش حمل مشاكل تانية
اة انت منهم بتخاف حاضر ياسيدي .. وبعد مدة بسيطة تصل منار الي وجهتها وهنا تستعد
للتوقف ويقول لها قبل النزول
والله مالوش اي لزمة انا بس جيت معاكي عشان اطمن بس عليكي مش اكتر
اتفضل انزل يااستاذ احمد احنا وصلنا ولا مكسوف تنزل كدة عادي عادي تعالي بس
وتدخل منار وهوالي جوارها وفي احدي المحلات الراقية جدا يدخل احمد وعيناةتتحثث وكانها
اول مرة تري هذا المكان وبعض لحظات بسيطة تقوم منار باختيار قميص مناسب وتسألة قبل
البائع
هو صحيح مقاسك كام انا بقول يمكن 16 صح ايوة هو 16 ويبتسم ويقول
ازاي عرفتي ايوة 16 بس وتص كمان وقبل ان تقوم منار بدفع ثمن القميص يسرع احمد ويقوم
بدفع قيمة القميص وتحت نظارات الاعجاب تغادر منار واحمد المحل وهنا تقف وتقول لة
بما انك دفعت ثمن القميص خليني اعزمك علي اي شي في اي محل هنا عصير او اي شي سخن
انت اكيد لسة مخدود ولا انا اللي مخدودة لسة المهم يالا بينا اوك ..
ويوافق احمد طبعا وهو يبتسم وينظر الي قميصة الجديد بغرابة وفي احد المطاعم الراقية
تتحدث منار معة بلهجة بسيطة وحزينة وكأنها تتحدث مع نفسها ..
رغم انك لم تسألني عن اي ظروف تخصني الا اني حابة اتكلم معاك ممكن
ويهز احمد رأسة بالموافقة دون اي كلام
انا ياسيدي منار بنت امجد بية او امجد باشا زي ماتحب تسمية صاحب الشركات والمصانع
الكبيرة ولي ثلاث اخوات غيري بنتان وولد اصغرنا واليوم خرجت مهمومة وفي غير حالتي
لانهم بصراحة في البيت يصرون علية في موضوع الزواج من احد ابناء صديق والدي وانا لا
اعرفة ولا اعلم عنة اي شي .... وتسألة استاذ احمد انت معايا سامعني ويرد
انا سامعك من اول دقيقة بس شوفت ملامح وحهك حزينة ما حبيتش اقطع عليكي الحديث بالاسئلة
وتسالة طيب رائيك اية
انا .. تساليني انا عن رائ اتوقع اننا بعد شوية كل واحد منا بيروح مكان وبتنسي رائ
وترد منار بلهفة
يعني معندكش اي تعليق علي كلامي طيب نشرب اي شي .. تشرب اية
انا اسف بس حسيت اني رائ مش مهم قوي ليكي ومع ذلك انتي الوحيدة اللي ممكن تقرري انتي
عايزة اية...
انا عايزة ... وتصمت قليلا انا عايزة اشرب نسكافية بلاك وانت عايز اية ؟
انا اشرب اي شي شاي مثلا
اوك
ويتحدث احمد بلهجتة البسيطة
عارفة مش عارف اقول اية الطروف مختلفة تماما فالانسانة التي كنت اتمناة الارتباط بها
فضلت من هو اغني مني وتركت حبي وارتبطت بة طمعا في المال وانتي ترفضي شخصا غني هربا
من المال عشان كدة كنت ساكت مش عارف ارد ....
وتبتسم منار وتسأل
كنت بتخبها لهذة الدرجة وكانت بتبدلك نفس الاحساس والشعور ولوعملت كدة خلاص لا تبكي عليها
فهذا نصيبك ولا تندم علية ويمكن ربنا يرزقك بافضل منها ...
وهنا يتلفت احمد بعيناة بعيدا حتي لا تري منار لمعة الدمع في عينية .. وتلاحظ منار ذلك
وتقول لة
هل توجد امرأة في هذة الحياة يبكي من اجلها رجل .. وتحاول ان تغير الموضوع
قولي ياسيدي بقة اوصلك فين .. لاني لازم ارجع البيت اكيد دلوقتي في قلق لغيابي
وقبل ان تلملم اشيائها وتضع مفاتيح سيارتها بين يديها تعود للحديث مري اخري
احمد
تفتكر انا كنت غلطانة اني رفضت عريس بهذة الظروف ومع صمت احمد تعود وتتحدث
ياسيدي اتكلم ما تخفش مش حقول لحد انك قولت رائيك ويرد عليها
بصراحة مش عارف هو المال بقة كل شي في الحياة ولو كانت ظروفي افضل من كدة كانت مريم
فضلت معايا وبسرعة ترد منار
مريم اسمها مريم قول ياسيدي انا سمعاك وجلست مرةاخري ويتحدث احمد
ايةانتي مس قولتي انك لازم تروحي البيت بدري وترد منار
طيب ياسيدي عايزني امشي اوك انا بامشي خلاص
لا لم اقصد ذلك ولكن لا اريد ان تتأخري بسببي
ولا يهمك الامر بسيط بس قولي بجد انت بتشتغل اية فعلا
يتنهد احمد ويقول
انا كاتب حسابات في احدي محلات خان الخليلي المعروفة وترد منار بلهفة
عارف انا بحب الاماكن القديمة جدا وبجد نفسي امشي كدة بعد المغرب في كل حتة في الازهر
في الحسين وبجد نفسي اغير نمط حياتي عايزة ازورها عن جد اية رائيك اعزمك علي شاي
علي اي قهوة زي بتوع الافلام كدة نجيب محفوظ ولا الفيشاوي قلت اية ولا اقولك انت اعزمني
وانا بوافق علي طول.. اوك ولا مش فاضي ويرد احمد
لا ابدا انا تحت امرك اي وقت ويتفق معها علي موعد في نهاية الاسبوع ويتبادل ارقام
التلفونات معها ثم تقوم منار بتوصيل احمد الي بيتة وهي عل موعد معة.
وفي طريق عودتها تسأل نفسها بعد ان اغلقت الراديو واحبت ان تكون في هدوء مع نفسها
اية اللي انا عملتة دة اخرج مع واحد غريب اول مرة اشوفة ولا اعرف عنة اي شي لمجرد اني
صدمتة بسيارتي ويا تري في اية وبيقول علية اية.. ومع الوقت تصل منار الي بيتها الانيق
والكل في استقبالها بلهفة وكانوا قد اتفقوا عندما تعود ان لا يتحدث معها اي شخص في اي
مواضيع وتدخل منار الي غرفتها وترمي كل ما يدها علي السرير وتجلس الي مرآتها
تتأمل وتتذكر كل احداث اليوم قبل ان تخلد الي النوم فقد قررت وهي في الطريق ان
تنام بعض الوقت .
********************************************
للحديث باقية
بقلمي
محمد عبدة
عدل سابقا من قبل mohamed abdo في الإثنين ديسمبر 06, 2010 9:09 am عدل 1 مرات