color=red]**** محاكمة حب ****
يهرع القلب مستنجدا بمن يقف إلى جواره فقد تحمل الكثير والكثير دون أن يتكلم ودون أن يتذمر وفي كل مرة يقول ربما تكون هذه هي
يهرع القلب مستنجدا بمن يقف إلى جواره فقد تحمل الكثير والكثير دون أن يتكلم ودون أن يتذمر وفي كل مرة يقول ربما تكون هذه هي
النهاية السعيدة ولكنة لا يدري هل هو سوء الحظ أم سوء الاختيار أم يكون هو دائما السبب في انهيار كل هذه المحاولات ويأخذ علي
نفسه عهدا بأن لا يكرر التجربة مرة أخرى ولكن يمر الوقت اليوم تلو الأخر ويتحرك الحب ويحاول في مناورات ليلية دائمة ليكسب
تعاطف القلب ومع مرور الوقت يتمكن الحب من السيطرة علي القلب ويحتل كل أرجائه ويعتبر القلب أن هذه المرة هي الانكسار الأخير
ولابد له من أن يتكلم ويشتكي هذا الحب لعلة يجد الخلاص في شكواه هذه ويفكر القلب كيف الخلاص من هذا الحب وكيف تكون الشكوى
ويهرع القلب إلي رفع الأمر إلي من هم في يداهم السلطة للسيطرة علي هذا الموقف ويعلن القلب بكل صراحة انه سوف يرفع الأمر لكي
تتم محاكمة الحب وفي صباح يوم مشرق يقرر القلب أن يكون اليوم هو الفيصل بينة وبين هذا الحب ويتسلل إلي محكمة العاشقين وعندما
يقرع الباب فيجد إمامة ثلاثة من كبار المستشارين يجلس سعادة اليوم في المنتصف وسعادة الأمس علي اليمين وسعادة الغد علي اليسار
وهناك يري من يقف وعلي وجه علامات الاستعداد للمحاكمة الفعلية ألا وهو الضمير وكلهم يرتدون بوشاح اخضر اللون وينظر خلفه
ليري جموع الحاضرين ويا للهول أنه يعرفهم جميعا أنهم أيامه وذكرياته وأماله وأحلامه وكل تجاربه السابقة يجلسون وعلي وجوههم
ابتسامة يظن منها القلب انه سوف يخسر هذه القضية أيضاً كما خسرهم من قبل ولكن القلب يتمالك شجاعته وينظر أمامه ويبدأ في
الحديث بعد أن أذن له الجالس في المنتصف وهو سعادة اليوم فيقول ماذا بك أيها القلب ولماذا اخترت أن تشتكي الحب وهل يوجد معك
من يترافع عنك في هذه المحاكمة فيقول القلب لا يا سيدي سعادة اليوم أنا بنفسي سوف أترافع عن حالتي وسوف اشرح إليك ما يدور في
خاطري والحكم إليك وللمستشارين الجالسين إلى جوارك سعادة الأمس وسعادة الغد وينظر القلب إلى منصة المحاكمة فيري سعادة
الأمس غير مهتم بالقضية وسعادة الغد مبهم الملامح ويتسرب اليأس إلى نفسه ولكنة عازم علي محاكمة الحب فيقول له سعادة اليوم
تكلم أيها القلب إنني أسمعك وكل من في القاعة يستمعون إليك ويبدأ القلب في كيل الاتهامات للحب وكيف انه تعرض للكثير من التجارب
الفاشلة وذلك لحسن نيته وطيب خاطرة وانه دائما ما كان يتحمل الكثير من اجل أن تستمر علاقة الحب هذه ولكن يبدو أن الطيبة في هذا
الزمن لا تنفع بل تضر صاحبها ويقول أيضا كم سهرت الليالي وكم كانت دقاتي تزداد وتنخفض كلما رأيت هذا الحب وضحيت من اجله
بالكثير ولم أكن أبالي أبدا بأي ظروف أو فوارق اجتماعية بيني وبينة ولكن يبدو يا سيدي انه لم يعد هناك مكان علي الأرض لمن هم في
طيبتي هذه أبداً ويلتفت سعادة اليوم إلى سعادة الأمس ويسأله في همس عن رائية في هذه القضية فيقول سعادة الأمس لقد قلت له مرارا
وتكرارا أن يبعد عن ذلك الحب وان يهجره ولكن دون فائدة فمازال يتعمد الإخلاص والوفاء وطيبة النفس وقد حملته المسؤولية كثيرا
ولكن لم يستمع إلى كلماتي أبدا ورغم أنني أري أنه برئ من كل ذلك إلا أن محاكمة الحب واجبة ثم يلتفت سعادة اليوم إلى سعادة الغد
ويسأله كيف تري مستقبل هذا القلب ويرد سعادة الغد بعبارات بسيطة ولم يهتم لمن حوله ويقول انه لم يفكر أبداً في مستقبلة وعلية تحمل
المسؤولية وحدة ثم يلتفت سعادة اليوم إلي القلب ويقول له هل لديك أي أقوال أو معلومات تود أن تضيفها إلي هذا الموضوع فيقول القلب
يا سيدي أريد أن اسأل الحب وهو ألان في قفص الاتهام سؤال واحد فقط لماذا كل هذا العناء معي الم أكن لك القلب الطيب الذي يحافظ
عليك ويسهر الليالي من أجلك الم أكن أنا ونبضاتي رهن إشارتك طوال الوقت .. وهنا يتدخل وكيل محاكمة العاشقين إلا وهو الضمير
ويقاطع القلب في حديثة ويشر بأصبعه إلى الحب ويحادثه أنت أيها الحب الم تستمتع يوما بذلك القلب الم يهديك أحلا الأيام الم يهديك أغلا
الذكريات فكيف بعد ذلك تكون السبب في معاناته ثم يتوجه الضمير ويتحدث إلى سعادة اليوم والأمس والغد ويطالبهم بتوجيه اللوم إلى
الحب في ساعته وتاريخه ولكي يؤكد كلامه يقول إليكم هؤلاء الشهود إنهم هنا جميعا ليشهدون علي هذه المحاكمة وينادي سعادة اليوم
علي الشهود في القاعة ويسألهم من منكم يريد أن يتحدث بصراحة ويقسم علي أن يقول الحقيقة وفي توقيت واحد يقف كل الشهود
ويطالبون بالإدلاء بآرائهم فمنهم أكيد من يقف إلى جوار الحب ومنهم أيضاً من يقف إلى جوار القلب هكذا ظن الجميع ويستمع سعادة
اليوم إليهم الواحد تلو الأخر وكلهم كانت أقوالهم في صالح القلب وهو الذي كان يظن أن الكل ضده ولكن تبتسم له الأيام والذكريات و
الحنيه وكل الساعات والدقائق والثواني وكل من حضر ويقولون للقلب أنت من علمتنا كيف يكون الوفاء والإخلاص فكيف نكون ضدك
وأنت نبض الحياة فلا تحزن أن تهرب منك الحب ولا تحزن أن عاندك الحب يوما فنحن معك ولن نفارق قلبك أبداً وان خرج الحب
طليقا سوف نكون له في أحلامه ليلا ونهارا حتى يعرف انك القلب الطاهر القلب الأبيض وان دار حول الأرض كلها فلن ولم يحدث أن
يصادف قلب مثلك وتدمع غين القلب ويقول بصوت حنون هذا انتم إلى جواري ولا أريد من دنيتي غيركم وان كان الحب سبب تعاستي في يوم من الأيام فأني احمد الله أنني لي ذكرياتي وآمالي وأيام تحمل لي كل المحبة والود .. وهناك في قفص الاتهام يقف الحب صامتا لا يبالي بصاحبة ونظرة في مكان أخر؟ ويلتفت القلب إلى حيث تتجه نظرات الحب وإذا بقلب أخر يجلس بعيدا وحيدا وكأنة ينتظر أن يخرج
الحب حتى يلتئم معه؟ وهنا يقول القلب للحب إذاً لماذا كل ذلك فان كان لديك من هو أفضل مني فلماذا لم تقول لي وتوفر علي وعليك
العذاب وبتقدم القلب إلى منصة المحاكمة ويقول بصوت متقطع إلي سعادة اليوم أنني أعلن أمامكم أيها السادة المستشارين الأفاضل أنني
تنازلت عن قضيتي ضد الحب بكامل إرادتي تاركا للحب حرية اختياره ولكن ليعلم الحب أن القلوب ليست لعبة بيدي احد ولكن ما أردته
شكوتي أن يعلم الحب أن القلب هو السعادة والهناء وبدون قلب طيب لن يعيش الحب إذا كان يدمن الخيانة ويتنقل مثل الفراشات من قلب
إلى أخر ويصمت القلب عن الحديث ويجلس مكانة وهو مرتاح الضمير ويترك القرار إلى هيئة المستشارين ويتشاورن إلى بعضهم
البعض ويتفق سعادة اليوم وسعادة الأمس أن يكون الحكم علي لسان سعادة الغد وهنا يطوي سعادة الغد كل الأوراق وشهادة
ويبتسم للحب ويقو له أنت إذا حراً طليقا ولكن ليس لك عودة إلى ذلك القلب وابحث لك عن مكان أخر فقد تنازل القلب عنك
بقلمي : محمد عبده
27\11\2010 [/]
.
.[/color]
بقلمي : محمد عبده
27\11\2010 [/]
.
.[/color]
عدل سابقا من قبل mohamed abdo في الإثنين نوفمبر 29, 2010 8:55 am عدل 3 مرات