قصة كفاح ام
لم تكن تدري مني وهي في التاسعة عشر من عمرها ان تكون الحياة
قاسية عليها الي هذة الدرجة .. ولم تكن تدري ان كل هذة الالام
سوف تدوب مع مر الزمن .. ولم تكن تعلم ان الله سبحانة وتعالي لا
يغفل ولا ينام ابدا عن عبادة.
وذات يوم وبعد ان انتهت مني من الثانوية العامة تمنت ان
تكمل تعليمها الجامعي ولكن مع رفض والدها انذاك انتكمل البنت
تعليمها وان البنت لا مكان لها الا بيتها .. تقدم لها شاب من
اسرة محترمة طالب يدها للزواج ولم تستطيع المقاونة كثيرا وقد
كان قرارها ان لا تخالف رائ والدها ووافقت مني علي الزواج وتم
كل شي في نفس العام وتزوجت مني وهي لا تعرف الكثير عن ذلك
الزوج ولكنها وحسب تربيتها المحترمة قررت ان يكون زوجها هو
اهم شي في حياتها .. وهي التي لم يكن في حياتها اي تجارب
عاطفية سابقة ولكنها رضيت بالحياة الجديدة وفي يوم وليلة
اصبحت زوجة وربة بيت .
ومع اول عام زواج رزقها الله بمولودها الاول محمد وكانت
بداية الحياة الزوجية وعاشت وهي تقوم بدورها كأم في بيتها
ومع الوقت اصبح زوجها هو كل حياتها وقالت وهي تحدث نفسها
فعلا العشرة تولد الحب فقد كانت سعيدة جدا معها وكان لا ياخر
لها اي طلب ابدا . رغم كونة موظف وليس من ذو العمال الحرة
ولا يمك من المال الكثير ولكنها راضية بما قسم الله لها .
وتمر الايام وبعد عامان يرزقها الله بمولودها الثاني احمد
وهي مازلت تقوم بدور الام وربة المنزل التي تفعل اي شي لكي
ترضي زوجها وتحافط علي اولادها.. وتمر الايام عادية جدا مثلها
مثل اي سيدة تزوجت ولم يكن حتي هذة اللحظة اي جديد في حياتها
حتي رزقها الله بالمولدة الثالثة وقد اسمتها ياسمين وكانت في
غاية السعادة ان رزقها الله ببنت تكون صديقتها مع مر الايام .
ولم تدوم السعادة كثيرا وكأن مني علي موعد مع القدر
فقد اصيب زوجها بمرض خطير ولم يكن يعلم ولم يكن يشتكي ابدا
من اي امراض ولكن قدر الله ماشاء فعل وتبداء رحلة العلاج والمرور
علي المستشفيات يوميا حتي تم حجز الزوج ولمدة طويلة وهو يتم
علاجة وهي مابين البيت والمستشفي وكأني موظفة الصباح تذهب الي
المستشفي وترجع مسرعة لكي ترغي اولادها وبقيت علي هذا الحال
مدة طويلة ولم يمر علي مرض الزوج اكثر من عامان وقد اخذ الله
امانتة واصبخت مني ارملة وهي لم تتجاوز الثلاثسن من عمرها
وقد كانت ومازالت في قمة انوثتها ورضيت بامر الله .
وهنا فكرت مني في تربية اولادها لكي يكون افضل الناس ولكنها
كثيرا ما كانت تجلس مع نفسها وتسأل وتستغرب من اين سوف تقوم
بالصرف علي اولادها الثلاثة وهي التي تصرف معاش ليس بالكثير
وفي لحظة تضحية احري قررت مني العمل والدراسة في وقت واحد
وقد عارضها الكثير من اهلها كيف لكي ان تعملي وتدرسي وماذا
سوف تستفيدي غير اهمال اولادك ولكنهالم تستسلم ابداوالتحقت
انتساب بكلية التجارة وفي تفس الوقت ربنا وفقها في عمل بمصلحة
حكومية وبراتب بسيط ولكنها واصلت النجاح وواصلت الكفاح من اجل
اولادها وتمر الايام وفي كل يوم يتقدم رجل للزواج منها وهي بكل
قوة ترفض كل الاغراءات من اجل ابنائها .
ومع مرور الوقت والكفاح وتقدمها في العمل لوظيفة افضل
بعد ان قدمت الشهادة الجديدة وزاد راتبها بعض الشي زادت هي
من اصرارها علي ان يكون اولادها اهم ما في حياتها حتي تخرج
محمد من كلية الهندسة واصبح مهندس مدني وهوالذي حاول بعد ان
حصل علي الثانوية ان يترك الدراسة ويعمل باي وظيفة لولا اثرار
والدتة ان يكمل دراستة ويتخرج من افضل الكليات وهو الان يتذكر
ذلك ويجري علي امة ويقبل يدها ويقول لولاكي ماكنت وصلت الي هذة
الدرجة من العلم وينزل محمد للبحث عن وظيفة لكي يساعد والدتة
في اعباء الحياة ويعمل محمد ويحمل العبء مع والدتة حتي يتخرج
احمد ايضا من كلية الهندسة قسم كمبيوتر وهنا ترتاح مني قليلا
فقد عبرت منتصف الطريق ولم يبق الا سنوات قليلة وتتخرج ابنتها
ياسمين من الكلية التي احبتها جدا فقد كانت تعشق العمل في
مجال الكمبيوتر وعمل البرامج فقد كانت بفضل الله ذكية جدا .
وهنا تجلس مني في شرفة منزلها البسيط وتتذكر زوجها وكأنها
تحدثة ان ابنائها الصلاثة قد تخرجوا من الجامعات واصبحوا في
احسن حال وهنا يدخل محمد ويبشرها انة حصل علي وظيفة مهندس في
احدي الدول العربية ولم تتمالك الام نفسها وانهمرت بالبكاء
ولكنها لم تفكر ابدا الا في مصحلة ابنها الاكبر ووافقت ان يسافر
ويغمل علي تكوين نفسة وبناء اسرة ربما تكون اسعد منها حظا .
وتمر الايام ويدخل في حياة مني رجل الاعمال المعروف الذي
يطلب يدها بعد كل هذة السنين ولم تفكر ورفضت الامر كلة مع انها
مازالت في قمة الجاذبية رغم عمرة قد تجاز العقد الرابع بقليل
وهنا تحدث نفسها لبرهة بسيطة انها قامت بنجاح بتربية اولادها
وانة من حقها الان ان تعيش وان تري الدنيا التي خاصمتها كثيرا
من اجل ابنائهاوهي التي رفضت الكثير والكصير طوال حياتها من
اجل ان توفر الحياة الكريمة ولا يكون هناك زوج اب لاطفال صغار
ام الان فهم كبار وكل واحد سوف يعتمد علي نفسة وسوف تبقة هي
وحيدة في بيتها .
ولكن وفي لحظة وعي تقوم مني الي غرفتها وتفتح بعض الادراج
وتخرج كل البومات الصور التي كانت تجمعها مع زوجها وكذلك
اولادها وهنا تعود الي الوراء وتسند ظهرها الي اريكة بجوار
سريرها الذي لم يتغير من زواجها من ابو اولادها وتمسخ بيدها
دموعها وتبتسم فقد اخدت القرار النهائي ان يكون ما بقي من
حياتها ملك لاولادها فقد وانها سوف تكمل المسيرة ورفضت بكل قوة
وعنفوان ان يدخل في حياتها اي راجل اخر فقد كانت تري في
اولادها كل رجال العالم .
وقامت مني الي وسط البيت ونادت علي ابنائها محمد واحمد
وياسمين وارتمت بين احضانهم وهي تبكي بدموع الفرح دموع الفخر
والاعتزاز .
************************************
تحية تقدير لهذة الام العظيمة
ربما تكون القصة ليس فيها من المأسي الكثير ولكنها قصة كفاح
ام تستحق منا كل التقدير ومع احترامي للام الغالية قمت بتغير
فقط الاسماء .
دعواتي لها ولكم بطيب الحياة ..........
***************
بقلمي من الحياة
محمد عبدة
عدل سابقا من قبل mohamed abdo في الخميس أغسطس 19, 2010 11:46 am عدل 1 مرات