الست أم إبراهيم لها قصة كفاح طويلة
هحكيها لكم بإختصار
هى إسمها سعدية نشات نشأة ريفية وعاشت زى أى بنت فى الريف
دخلت المدرسة شوية ومكملتش تعليم
وقعدتى فى البيت تتعلم إزاى تطبخ وإزاى تخبز وإزاى تدير شئون الدار
وكبرت سعدية وأصبحت فتاة حلوة جذابة
وتقدم لها شاب من شباب القرية معروف لديهم ووافق عليه كل أفراد أسرتها
وتمت خطبتها فى أسرع وقت وكان عمرها فى الوقت ده ستة عشر عامآ
وبدأت كافة الإستعدادات للزواج
وفى خلال سنة كان قد تم كل شىء
وسافرت سعدية مع زوجها الذى تم تعيينه فى إحدى الشركات فى المدينة المجاورة
وعاشت سعدية حياتها الجديدة ومن الله عليها بالإنجاب
وكان أول أولادها إبراهيم
وخرجت سعدية للعمل حيث عملت عاملة فى أحد الأماكن الصحية بالمدينة
وتدربت على الولادة وإتخذت من تلك المهنة فرصة لمساعدة زوجها على مسئوليات الحياة
وتوسيع الرزق بفضل الله تعالى
ومن جهدها وعرقها ووقوفها إلى جانب زوجها الموظف البسيط
إستطاعت أن تدبر بعض المال وتشترى قطعة أرض صغيرة فى أحد أطراف المدينة والتى تعتبر منطقة زراعية جديدة وبكر
ورزقها الله خلال هذه الفترة الطويلة والتى إمتدى عشر سنوات بثلاثة أبناء وبنتان
وبعد أن ولدت طفلها الأخير سمير توفى زوجها فى حادث سيارة
وكان سمير عمره ستة أشهر
وكان أمام سعدية مواجهة صعبة مع الحياة وظروفها
ووجدت نفسها بمفردها ومعها أبنائها الخمسة
مابين طالب فى إعدادى وطفل رضيع
ومازالت تنتظر أن تبنى سقفآ لبيتها
وكم سقطت الأمطار الغزيرة وغمرت بيتها بالمياه
وكم وجدت مشقة فى ذلك
وفى أحد الأيام
جاء أحد الرجال إلى الوحدة الصحية التى تعمل بها أم إبراهيم وهذا إسمها الذى عرفت به بعد ذلك
وجاء مع هذا الرجل أحد أقاربه للكشف الباطنى
وشاهد أم إبراهيم
وكان متزوج وله أبناء ولكنه ليس سعيدآ فى حياته الزوجية
وكان يبحث عن زوجة جديدة تسعده وتعوضه عن تعاسته التى يعيشها مع زوجته الحالية
وعرض قريبه الموضوع على أم إبراهيم التى رفضت بشدة
وقالت إننى لن أتزوج مرة أخرى وسوف أعيش باقى عمرى لأولادى فقط
وحين علمت أسرة أم إبراهيم بالموضوع
عاتبوها كثيرآ وقالوا لها
إنك مازلت صغيرة والحياة أمامك
ولم لا تتزوجينه ويكون لك سند فى الحياة
ويرعى لك أولادك
ورأوا فيه رجلآ طيبآ صالحآ
وقد وعدها الرجل بمراعاة أولادها
وأصر على زواجه منها
وكانت أم إبارهيم تغالى فى شروطها حتى تجعله يتركها ويبتعد عنها ويعدل عن زواجه منها دون جدوى
بالعكس وافق على كل ماطلبته ولبى كل مطالبها
ولم تجد أم إبراهيم مفرآ من الموافقة
وتم الزواج
وعاشت معها وكبر الأبناء
وكان نعم الزوج لها ونعم الأب لأبنائها
وتزوج أبنائها جميعآ
بعد أن أتموا تعليمهم المتوسط
والبنت الوحيدة التى أتمت تعليمها الجامعى هى الإبنة الصغرى والتى تزوجت فى بلدتهم الريفية وبعدت عن والدتها الست أم إبراهيم
وتلك هى سنة الحياة
ناس بتبعد عن بعض وناس بتقرب من بعض
ونعود لأم إبراهيم وزوجها
الذى مرض بالقلب بعد بلوغه سن الخامسة والخمسين
وبدأ رحلة علاج
ويمر شريط الأحداث أما عيون أم إبراهيم
شريط حياتها وكفاح طويل على مر السنوات التى عاشتها مع زوجها الأول حتى توفى
ورحلتها مع زوجها الثانى
الذى بدأت حالته فى التدهور
ومات بعد أن ملأ حياة سعدية بالسعادة
وأحب أولادها وقام بتربيتهم وتعليمهم
إنهم أحبوه كما لو كان والدهم الحقيقى
فهو قد عاش معهم منذ طفولتهم وإعتبروه أبآ وليس زوج أم
لقد كان حنونآ وطيبآ وكريمآ تمامآ مثل أم إبراهيم
وكم بكت عليه حين مات
وكم بكى أبنائها عليه
رحمه الله
ولقد أكرمها الله به وسارت بها سفينة الحياة بحلوها ومرها
وربت أولادها وزوجتهم معها فى نفس البيت
البيت الذى كان فى يوم من الأيام بدون سقف يحميهم من مطر وبرد الشتاء
أصبح اليوم بيت من عدة طوابق
يملؤه الحب والحنان
وذكريات جميلة نقشت على جدرانه
ذكريات زوج لم ولن ينسى أبدآ
وتنعم اليوم الست أم إبراهيم بوجودها بين أولادها وأحفادها
وهى مازالت تعمل وتعمل وتعمل
وربنا يديها الصحة وطول العمر
وهاهى قصتها
قصة كفاح
أم إبراهيم (سعدية)
قصة من واقع الحياة
منقولة